قلت: وقد رُوينا (?) عن الحسيني المشار إليه أنه قال: سُئلتُ عن أحفظ من لقيتُ؟ فقلت: أربعة، المِزِّيُّ، وهو أعرفهم بالرجال، وأعلمهم بتصحيف الأسماء، وأوسعهم رواية، والذهبيُّ، هو أحفظهم للمتون وأعلمهم بالتاريخ، والسبكيُّ وهو أفقههم في الحديث، وأعلمهم بالعلل، والعلائي، وهو أجمعهم للحديث، وأحسنهم كلامًا عليه.

وبلغني عن الحافظ بُرهان الدين الحلبي، أنه قال: حُفَّاظ مصر أربعة أشخاص، وهم من مشايخي: البلقيني، وهو أحفظهم لأحاديث الأحكام، والعراقي، وهو أعلمهم بالصنعة، والهيثمي وهو أحفظهم للأحاديث من حيث هي، وابن الملقِّن، وهو أكثرهم فوائد في الكتابة على الحديث. انتهى.

ولغيره كلامٌ في أربعة آخرين، وهم المزِّي، والبرزالي، وابن تيمية، والسبكي، ولا يحضرني الآن، وسُئل سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة عن الدارقطني وابن منده، والحاكم النيسابوري وعبد الغني بن سعيد، فقال: الدارقطني أعلمهم بالعلل، وابن منده أكثرهم روايةً مع المعرفة التامة، والحاكم أحسنهم تصنيفًا، وعبد الغني أعرفهم بالأنساب.

وقد قال أبو عُبَيد القاسم بن سلَّام: انتهى الحديث إلى أربعة: إلى أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، فأبو بكر أسْرَدُهم له، وأحمد أفقههم فيه، ويحيى أجمعهم له، وعليُّ (?) أعلمهم به.

وسأل التقي السبكيُّ المِزِّيَّ عن الحافظين عبد الغني والضياء، فقال: كان عبد الغني يحفظ المتون ويسردها سردًا، لعلّ المتون التي يحفظها أكثر من التي لا يحفظها، ويشارك في الرجال، والضياء أعلم منه بالرجال (?) وأتقن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015