أطاب لما أطال، ووجد مكان القول ذا سَعَةٍ فقال، وسبق إلى غاية ما وراءها غاية، وأقام للبلغاء عند اختلاف آرائهم راية.

شعر:

إذا أبصروا في الطِّرْسِ أثر مِدادِه ... فذلك سَبْق قد أثار غُبارًا

فصليتُ وراء هذا السابق مسلمًا، وصَمَتُّ عجزًا عن وصف مجلس ذا الصدر، ولكن أبى قلبي أن يكون إلَّا متكلمًا، وقلتُ واستعنت بالعزيز القدير، ويدُ فكري جذيمة، ولسانُ التَّقصير قصير:

للَّه دَرُّ فاضلٍ مُبَرِّزٍ ... جاءَ أخيرًا وتجلَّى سابقا

والبُلغاءُ عن مداه (?) قصَّروا ... فما رأينا للوجيه لاحقا

فلو رآه الحريري، لعقد عليه الخناصِر، لعلمه بأنه من (?) الطراز الأول، وابن أبي الأصبع، لنصَّ بإشارته إليه بأنَّ عليه في هذا الفن المعوَّل، والحلِّيُّ لحزم عليه النظم (?) وخفي، ولما حام يومًا حول مورء الصَّفِي.

جلوت على الأسماعِ بنتَ قريحةٍ ... بديعةَ حُسْنٍ لا يقاومها نقدُ

فلو أبصر النَّظَّام جوهرَ لفظِها ... لما شكَّ فيه أنَّه الجوهرُ الفردُ

وبالجملة، فسِنَانُ قلمي عن واجب وصفِه غيرُ مسنون، وصَدَفُ كَلِمي لا أرضاها لهذا الجوهر المكنون، لا زال ناظمه في سعادة لازمة له لزوم الهمزة للاستعلاء (?) على ما ألَّف، وكان المبتدأ صدر الكلام، واللام للتعريف من قبل (?) الألف، ومنادي عيشه لا يرخَّم، وأحمدُ زمانه لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015