استقرَّ في تدريس التفسير بالمدرسة الحسنيَّة بالرملة في مستهل سنة تسعٍ وعشرين وثمانمائة، مِنْ أجل أنَّه اطَّلع على كتاب وقْفِها، فوجد فيه مدرسًا للتفسير وآخر للحديث، ولم يجد بهما أحدًا، بل كانا شاغِرَيْن مِنْ عهد الواقف. فعندما عَلِمَ ذلك، التمس من النَّاظرين عليهما تَقريرَه في التَّفسير، وتقرير ولده في الحديث، وأن يأذنا لولده في الاستنابة، ففَوَّضا إليهما ذلك، وأظهرا الندم على شغور الدَّرسين مِنْ حين الواقف وإلى زمنهما.

وباشر شيخنا كلا الوظيفتين: الأولى بطريق الأصالة، والأخرى نيابة عن ولده، إلى أن رغب عَنِ التَّفسير لأحد جماعته العلامة زين الدين السَّندبيسى، ثُمَّ رغب عنه في حياة شيخنا للشهاب ابن صالح ومات، فأخذه عِوَضَهُ الشَّيخ عضد الدين الصِّيرامي الحنفي، ثم رغب عنه لبعض فُضلاء المالكية.

وولي أيضًا تدريس التفسير بالقبَّة المنصورية. رغب له عنه الشيخ شمس الدين البرماوي بمالٍ عوضه له النجم ابن حجِّي تبرُّعًا عَنْ صاحب الترجمة، وهو مائة دينار، وذلك في سفر البرماوي لدمشق صُحبة النَّجم المذكور في. . . . (?)، واستمرَّ بيد شيخنا حتَّى مات، وصار بعد إلى أبي الفضل البجائي المغربي، ثمَّ رغب عنه حين أراد مفارقة مصر -وللَّه الحمد- للعلَّامة المحقق سيف الدين الحنفي نفع اللَّه به. [وبعده استقرَّ فيه النجم ابن حجِّي حفيد المشار إليه أولًا، فما هاب صنيع جدَّه رحمهما اللَّه] (?).

والعلم -لا سيما تفسير كتاب اللَّه، والخوض في مناسبات آية- دينٌ، فانظر عَن مَنْ تأخذ دينك، وأسالُ اللَّه التوفيق والسَّلامة.

[وظيفة الوعظ:]

ويلتحق بالتفسير: وظيفة الوعظ بجامع الظَّاهر بالحسينية، تلقَّاها عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015