الشيخ نور الدين الرَّشيدي بحكم وفاته، وهو تلقَّاها عَنِ الكمال الدَّميري.

وهذه الوظيفة كان شيخُنا العلامة النَّحوي شهابُ الدين الحناوي يحكي أنَّها كنت باسم الشيخ بدر الدين الطِّنْبِدائي، وكان يُباشرُها بنفسه، حتَّى صار عوامُّ تلك الناحية من تُرك وغيرهم يعرفون كثيرًا مِنَ العربية ونحوها. انتهى.

[ولعلَّه كان يُباشرها نيابةً عَنْ غيره، فإنَّها كانت مع الشيخ تقي الدِّين السُّبكي، نم ابنه أبي حامد أحمد، ثم أخذها بعد موته الكمالُ الدَّميري] (?).

وأمَّا شيخُنا صاحب الترجمة، فإنَّه استخلف فيها الشيخ شهاب الدين الطنتدائي، وكان القارىء للميعاد بين يديه أبو العبلس بن الضِّياء الحنبلي، فلمَّا مات الشِّهاب الطنتدائي، صار أبو العباس المذكور يسُدُّ الوظيفة -فيما بلغني- بالقراعة، ثمَّ بأخَرَةَ برهان الدين البقاعي، ومات شيخنا بعد ذلك، فاستقرَّ في الوظيفة القاضي وليُّ الدِّين الأسيوطي، واستناب فيها الشيخ زكريا، فباشرها مدَّةً، ثم اغتصبها البقاعيُّ مِنْ صاحبها، وزعم أنَّها وظيفتُه، واستعان في نلث بمخدومه بردبك أيَّام أستاذه الأشرف إينال، فسكت الوليُّ، واستمرَّ البقاعي يُباشرُ ذلك حتَّى الآن، وأخذ حينئذٍ في عمل المناسبات، [التي شرحت شأنها في غير هذا المحلِّ] (?)، وللَّه عاقبة الأمور.

[ثمَّ رام بعد مدَّة في سنة سبع وسبعين الاستيلاء على حانوت مضاف لجهة (?) العاشورية، يشهد بذلك أشياء، مِنْ جملتها: وضع اليد وأجايز قديمة مِنْ زمن الشَّمس بن الديري، وهلمَّ جرَّا. وزعم أنَّها مِنَ الموقوف على هذا الميعاد، ولم يُبْدِ مستندًا معتمدًا في دفع ما يشهد للعاشورية، وصمَّم في ذلك على جاري عوائده، فكفَّه قاضي الحنفيّة الآن [شمس الدين الأمشاطي] (?)، وامتنع مِنَ الإذعان لذلك، والانجرار معه فيه، جوزي خيرًا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015