ابن عساكر سوى والدي. و"أماليه" أكثر فائدة من "أمالي ابن عساكر"، لكون أكثرها مستخرجات على ما هو محتاج إلى الاستخراج عليه.
قال: ولقد عجبت من الحافظ السِّلفي في قلَّة أماليه، وكذلك مَنْ بعده إلى زمن الوالد، وهذا أمرٌ ذُخرٌ له.
قلت: وكل هذا نافع في ترجمة صاحب الترجمة، لا سيما وقد زادت مجالسه على الألف، مع كونها (?) أتقن وأمتن، ذلك فضل اللَّه يُؤتيه مَنْ يشاء.
واتَّفقت نكتةٌ لطيفة، لكنني ما حضرتُها، وهي أن القاضي علم الدين صالح البلقيني سعى مجتهدًا في عزل صاحب الترجمة واستقراره، فما أُجيب، بل ألبسوا صاحبَ الترجمة خُلعة الاستمرار، فوقع أنه وقع في إملائه تلك الجمعة حديثٌ مِنْ طريق صالح مولى التوأمة، فقال بصوتٍ مرتفع: وصالح ضعيف!.
وأما الوظائف، ولم يتفق له رحمه اللَّه أنه تنزَّل طالبًا ولا صوفيًّا في مدرسة ولا غيرها، حتَّى الخشابية، فإنَّه -وإن نزل فيها بعد موت والده- فلم يقبض مِنْ معلومها شيئًا، كما قرأته بخطِّ بعض أصحابه.
وبلغني مما يؤيد ذلك أنَّ القاضي علم الدين قال للمباشر: ارفع من الاستيْمار اسم رجلين: أحدهما لا يحضر ولا يُطالب، والآخر لا يحضر ويطالب. وحكى ذلك لصاحب الترجمة، فقال: أما الأول فهو أنا، فمن الثاني؟ فقيل: السفطي.
لكنه ولي عدَّة تداريس في علوم، أولاها بالتَّقديم: التفسير. كان قد