كلامه في حواشيها، وسمع عليه -بقراءة العلامة شمس الدين البرماوي- "مختصر المزني".
وبالعلَّامة الرُّحَلة ذي التصانيف العديدة، والفوائد المفيدة الشيخ سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن الملقن. قرأ عليه قطعة كبيرة من "شرحه الكبير على المنهاج". ولم يزل ملازمًا للبلقيني إلى أن أذن له في الإفتاء والتدريس، ثم أذن له بذلك بعد إذن شيخه الحافظ زين الدين العراقي في آخرين.
وقرأ في الفقه والعربية أيضًا على الشيخ الإمام نور الدين علي بن أحمد الأدمي، ولازمه كثيرًا. وأول شيوخه في الفقه ابن القطان والأدمي، ثم الأبناسي وابن الملقن، ثم البلقيني، وهو أول من أذن له في التدريس والإفتاء، وتبعه غيره.
وهذه سلسلة الفقه لتستفاد مع سلسلة الحفاظ الماضية.
فأقول: قد أخذ صاحب الترجمة الفقه عَنْ مَن قدمنا، فأما البلقيني، فأخذ عن جماعة؛ منهم: شيخ الشافعية الشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن عدلان، وبقية المشايخ العالم شمس الدين أبو المعالي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن القمَّاح، والإمام النجم حُسين بن علي بن سيد الكل الأسواني، والعلامة الزين أبو حفص عمر بن أبي الحرم بن الكتَّاني.
وأما الأبناسي وابن الملقن، فإنَّهما ممَّن أخذ عن محقق العصر: الجمال أبي محمد عبد الرحيم الإسنائي.
وأما الأدمي، أخذ هو والأبناسي -أيضًا- عن الإمام ولي الدين محمد بن الجمال أحمد بن إبراهيم المنفلوطي الملَّوي. وكذا -فيما أظن- أخذ عنه ابن القطان، مع أنه أخذ عن ابن الملقن. وكان أخذ عن البهاء بن عقيل أصول الفقه، وعن العماد الإسنوي الأصلين والجدل، ولا أستبعد أن يكون أخذ عنهما الفقه.