فرَحْبُ القَضَا قد ضَاقَ مِنْ بَعْدِ بُعده ... عليَّ وفيه بَحْرُ فِكري وَاسِعُ
فيا مَوْتُ زُرْ، إنَّ الحياة ذَميمةٌ ... فَمِنْ بَعْدِ هذا الحَبْرِ لا أب راجعُ
إمامُ الهُدى والعلمِ والحِلْم والتُّقَى ... وحافظُ هذا الوَقْتِ للحَقِّ خاضِعُ
ففي النَّظمِ حَسَّانٌ، وفي الجودِ حاتمٌ ... وفي العلم ليثٌ، وهو في الثَّبت (?) نافعُ
عفيفُ السَّجايا باسطُ اليَدِ بالنَّدا ... جزيلُ العطايا ناسِكٌ مُتَواضِعُ
بِزُهْدٍ له قد كان يحكي ابن أدهم (?) ... له وَرَعٌ بالصَّبْرِ للنَّفْسِ قامِعُ
فأيَّامه صَوْمٌ وفي اللَّيلِ هاجِدٌ ... مطيلُ خُشوعٍ ساجِدُ الرَّأسِ راكِعُ
فمنهاجُه حاوٍ لِتَنْبيه غافلٍ ... وبهجَتُه زانَتْ كما الرَّوْضُ يانِعُ (?)
وفتح لباربه حباهُ فوئِدًا ... يُزيل التِبَاسًا، فهو للشَّكِ رافِعُ
وتقريبُه الأسما لتَهذِيب طالبٍ ... وفي الجَرْحِ والتَّعديلِ كالسَّيفِ ساطِعُ
فإِنْ رُمْتَ إتقان الحديث بجمعه ... فعَنْ حافِظ الإسلام تُرْوَى الشَّرائِعُ
. . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . (?)
وكتب صاحبُنا محدِّثُ الحجاز الحافظ نجم الدين عمر بن فهد الهاشمي المكي، أحد تلامذة صاحبُ الترجمة، لسبطه المذكور قبله، يعزِّيه فيه ما نصُّه، ومن خطِّه نقلتُ:
يقبِّل الأيادي العالية الجمالية اليوسفية، أحسن اللَّه عزاءها في فقد الأحباب، وأفرغَ عليها صبرًا، وأجزلَ لها الثَّواب، وجعلها مِنَ الذين يوفون (?) أجورهم بغير حساب، وينهي أَنَّهَا سُطِّرَتْ عن كبدٍ حَرَّى وفؤادٍ