ومنهم سبطُه الشَّيخ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن شاهين الكركي، واعتمادي في ذلك على خطِّه ولفظه (?)، فمانه قال: قلتُ أرثي جدِّي شيخ الإسلام والحفَّاظ شهاب الملَّة والدين ابن حجر العسقلاني مِنَ الطَّويل:

شهابُ المعالي بينَما هُوَ طالِعُ ... فعاجلنا (?) فيه القَضَا والقَوَارعُ

إلى اللَّه إنَّا راجِعُونَ وحَسْبُنا ... ونِعْمَ الوكيل اللَّه فيما نُواقِعُ

فَقَدْ أورَثَ الآفاقَ حُزْنًا وذِلَّةً ... وَأظلمت الأكْوانُ ثمَّ المَطَالِعُ

وأطْلَقَ دَمْعَ العَيْنِ تجري سحائِبًا ... وأجْرَى عُيونَ السُّحْبِ فهي هَوَامعُ

وصيَّرَ طرفي لا يَمَلُّ مِنَ البُكا ... وأحْرَقَ قلبًا بالجَوَانِحِ هالِعُ

وفرَّقَ جَمْعَ الشَّمْلِ مِنْ بعدِ أُلفَةٍ ... وأَلَّفَ دُرَّ الدَّمع في الخدِّ لامِعُ

فوجْدي وصَبْري في الرَّثاء تبايَنا ... فوجْدِيَ مَوْجُودٌ وصبريَ ضائِعُ

فصبرًا لما قَدْ كان في سابقِ القَضَا ... فليسَ لمقدورِ المشِيئةِ دافِعُ

وطلَّقتُ نومي والتَّلذُّذَ والهَنَا ... وألزَمْتُ نفسِي أنِّني لا أُراجِعُ

وصاحبتُ سُهدي والتَّأسُّفَ والأسى ... فواصلتها لمَّا جَفَتْني المضاجِعُ

وإِنِّي غريبٌ لو أقمتُ بمنْزِلي ... وإِنِّي وحيدٌ لا مُعِينَ أُرَاجِعُ

فَلَهْفِي على شيخِ الحديثِ وعصرِه ... فَمَجْلِسُهُ للعِلْمِ والفَضْلِ جامِعُ

فَلَهْفِي على تلك المجالس بعدَه ... لِفَقْدِ أُولي التَّحقيق قفرٌ بلاقِعُ

فَلَهْفِي على جدِّي وشَيخي وقُدْوَتي ... وشيخِ شُيوخِ العصرِ إذ لا مُنَازعُ

فأوقاتُه مقسومةٌ في عِبَادَةٍ ... وفضل لمحتاح ببرٍّ يُتَابِعُ

فقد كان ظنِّي أن يكونَ مُعاوِني ... على كلِّ خيرٍ مثلَ مَا قيل مانِعُ

فعِنْدَ إلهي قد جَعَلْتُ وديعتي ... كريم لديه لا تَخيبُ الودائِعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015