وهُمْ طِبَاق وهُمْ يهدى السَّبيلُ بِهِمْ ... مِنْ حَوْلِه أنْجُمٌ كالأنْجُمِ الزُّهُرِ
هُمُ الرِّجَالُ ولكن شَيْخهُمُ رَجُلٌ ... رِجَالُهُ سَنَدٌ في مُسْنَدِ الخَبَرِ
سادَ الرِّجَالَ وكَمْ قَدْ سَادَ مِنْ رَجُلٍ ... يَسُوقه بَعْدَ تَحْوِيلٍ مِنَ السَّطرِ
يُمْلِي الحَدِيثَ بِبَيْبَرسٍ حَوَى سَنَدًا ... عالٍ إلى سَيِّدِ الكَوْنَينِ والبَشَرِ
تاللَّه لَوْ سَمِعَتْ حُذَّاقُ شِرْعَتِنَا ... سَوْقَ الأسانِيدِ في إمْلائِهِ الجَهرِ
ولَوْ رَأوْا يده في فَرْعِ رَوْضَتِهِ ... أو فسّرتْ آيةً في مُحْكَمِ السُّوْرِ
أو ما يُوَصِّلُة في الدين مُعْتَقدًا ... أو رَتَّبَت سَنَدًا مِنْ "نُخبة الفكرِ"
أو أظْهَرَتْ حِكْمَةً للشَّافِعِى خَفَتْ ... يَستخرِجُ الكُلَّ مِنْ خُرْمٍ مِنَ الإبَرِ
أثْنَوْا عليه ومَنْ أضْحَى يُخَالِفُه ... بمنزلٍ دَحْضٍ كَقَشْعَمِ (?) الحجرِ
أَبْكِي عليه وَقَدْ شَالوا جنَازَتَه ... ونَقَّطَت مُزْنَةٌ مِنْ نَسْمَةِ السَّحَرِ
أنْقَى مِنَ الثَّلْجِ إشْراقًا وريحَتُها ... أذكَى مِنَ المِسْكِ والنّدِ الذَّكِي العَطِرِ
وبُشِّرَتْ بِرِضَا الرَّحْمنِ خَالِقِهِ ... والحورُ قَدْ زُيِّنَتْ بالحُلي في السُّرَرِ
وعَدْتُه قاتلًا للقلب فيه عسى ... وهل (?) يُفيدُ "عسى" مَعَ سابِقِ القَدَرِ
يا قلبُ قَدْ كُنْتَ تَخْشَى الموت ذا حَذَرٍ ... ولَيْسَ ذو حَذَرٍ يُنْجِي مِنَ القَدَرِ
وأنت للعالمِ النَّقّاش منتسِبٌ ... وكم مَعَانٍ خَفَتْ تأتيك في الصُّوَرِ
خِفْتَ المَنُونَ وما قَدْ كُنْتَ تحسَبُهُ ... قَدْ جاءَ مُتتَقِشًا كالنَّقْشِ في الحَجَرِ
إنْ غابَ شَخْصُكُ يا مَوْلَايَ عَنْ نظري ... وغَيَّبُوا وَجْهَكَ المَحْبُوبَ في القَبرِ
ففي أساريرك الحسناء مُشْرِقَة ... سِبْطٌ مِنَ الحَسَنَيْن: الخُلْقِ والبِشرِ
يا مَنْ مَرَاحِمُه لِلخَلْقِ وَاسِعَةٌ ... عَمَّت نَجِيًّا ومَنْ في دينِه الخَطَرِ
اجْعَلْ على مَتْنِ هذا القَبْرِ سابِغَةً ... مِنْ لُؤلُؤٍ رَطْبٍ عَذْبٍ ذَكٍ عَطِرِ