وأمهما معًا تِجَار ابنة الفخر أبي بكر بن الشمس محمد بن إبراهيم الزفتاوي، أخت صلاح الدين أحمد الزِّفتاوي التاجر الكارميّ، صاحب القاعة الكائنة بمصر تجاه المقياس. ما رأيت شيخنا ترجم واحدًا منهما، لا في "الدرر" ولا في "الإنباء"، وإنما استُفيدَ نسَبُ صلاح الدين من مكتوب وقف قاعته.

وكان قد تزوج ستَّ الركب شمسُ الدين محمد بن السراج عمر (?) بن عبد العزيز الخروبي، واستولدها صلاح الدين محمدًا وفوز، وأجاز لهما بعناية خالهما صاحب الترجمة جماعة. ومات صلاح الدين قديمًا.

وأما الأخرى، فإنها سافرت إلى الحجاز صُحبةَ زوجها صلاح الدين ابن صورة، فاختلَّ عقلُها بمكة، واستمرت تهذي في الكلام جدًّا، لكنَّها تستحضر أوقات الصلوات والعبادات، فتؤديها أداءً حسنًا للغاية. ولاختلال عقلها، امتنعتُ من الأخذ عنها بعد أن قصدُتها في منزلها بمصر، واستمرت كذلك حتى ماتت قريب الخمسين، ولم تترك ولدًا. وصلى عليها خالها صاحب الترجمة، رحمة اللَّه عليهم أجمعين.

وكان لصاحب الترجمة أيضًا أخٌ مِنْ أُمِّهِ اسمه عبد الرحمن ابن الشهاب أحمد بن محمد بن محمد بن عبد المهيمن البكري، كما استفدتُ ذلك من ترجمة أحمد المذكور من "معجم" (?) صاحب الترجمة، قال: إنَّه مهر وحصل مالًا أصله من قبل أمه، وهي والدتي، فقدَّر اللَّه تعالى موته، فورثه أبوه. وكان الأب داعية لمقالة ابن العربي، فمزَّق ذلك مع غيره، وأرَّخ وفاة الداعية في سنة تسع وثمانمائة.

ومن أقارب شيخنا أيضًا: ناصر الدين محمد بن حجر، والدُ خاصّ التي ذكرها في وصيته هي وولدها جمال الدين. ما علمت الآن شيئًا مِنْ أخبارهم، وإن بلغني عن خاصّ وابنها (?) المذكور ما لا أحبُّ ذكره، لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015