طارحت من حجرٍ أديبًا درةً ... تسمو جريرًا في الورى وصفاته
وجرَيْتُما بَحْرَينِ حين نطقتما ... والخصم ودَّ وقوفه وسكاته
وممَّن كتب عنه من نظمه: الشهاب ابن أبي حِجْلة، فإنه كتب بخطه: أنشدني نور الدين ابن حَجَر مِنْ قصيدة في حادثة إسكندرية:
لو تَرى الأطفال لما أُسِرُوا ... وبنُو الأصفر في سوء ظَفَرْ
الأبيات ...
قال صاحب الترجمة: أنشدنيها سراج الدين عمر بن الصيرفي بالإسكندرية سنة سبع وتسعين وسبعمائة، قال أنشدنا ابن حجر لنفسه في واقعة الإسكندرية المشهورة:
أيُّ خطبٍ أورثَ الجفنَ سهرْ ... وكوى القلب بنار وضَرَرْ
كلَّما قيل انطَفَتْ نارُ الأسى ... زاد في الأحشاء للحين شررْ
أيُّها السائل عما قد جرى .. أفَتَرْضى عن عيانٍ بخبرْ
نطق الجامدُ من عبرتنا ... بلسان الحال والثغر عبَرْ
نفذ الأمر فلا ردَّ (?) له ... كل شيء بقضاءً وقدرْ
حصلت في الثَّغر أدهى فتنةٍ ... صيَّرت ما تُبصِرُ العينُ أثرْ
لو ترى الأطفال لما أُسروا ... وبنو الأصفر في سوء ظفَرْ
طرقوا الثغرَ لعشرين انقضت ... وثلاثٍ جئن مِنْ قبل صفرْ
عام سبعٍ بعدَ ستين ولم ... يكُ فيها مثلُها منذ عَمَرْ
يا لها من جمعة قد فَرَّقَتْ ... بين أحباب فلم يُغْنِ الحذرْ
دخلوها عنوة فانتهبت ... صورَ الأقمار عبَّادُ الصورْ