تخالُ به بردًا عَلَيْكَ محبّرًا ... فتحسَبُه عِقدًا لَدَيْكَ مُفَصَّلًا
وبالجملة، فما أعلمُ أنَّ عيني وقعت على أحسنَ مِنْ شمائله, ولا أضوأ منه، ولا أكثرَ هيبةً، ولا أحسنَ عِشْرَةً، ولا أرى واحدًا في النَّاس يُشبهُهُ، ولا أحاشي مِنَ الأقوام مِنْ أحد، واللِّسان والبنان قاصران عن بثِّ وصفِه الأسنى، وشمائلِه الحُسنى.
سَلْ عنه وانطق به وانظُر إليه تَجِدْ ... مِلء المسامِعِ والأفَواهِ والمُقَلِ
حسنك لا تنقضِي عَجَائِبُهُ ... فالبَحْرُ (?) حدِّث عنه بلا حَرَجِ
ولم يخلُف بعد مثله شرقًا ولا غربًا، وما أحقَّه بقولِ مَنْ سَبَقَ:
حَلَفَ الزَّمان ليأتِيَنَّ بمثلِه ... حَنَثَتْ يمينُك يا زَمَانُ فَكَفِّرِ
وقولِ غيره:
عَقِمَ النِّسَاءُ فلا يَلدْنَ شَبيهَهُ ... إنَّ الزَّمان بمِثْله لَعَقيمُ
لو طابَ مَوْلُودٌ لحيٍّ مثلِهِ ... وَلَدَ النِّساء وما لهُنَّ قوابِلُ
وقولِ الآخر:
يا دهرُ رتَبَ العُلا مِنْ بَعْدِهِ (?) ... بَيْعَ الهَوَانِ رَبِحْتَ أم لم ترَبْحِ
قَدِّمْ وأخِّرْ مِنْ أردتَ مِنَ الورَى ... مات الَّذي قد كنت منه تَسْتَحي
وليس يعدُو النَّاظرُ في كتابي هذا أحد رجلين: إمَّا عارفٌ به ومخالطٌ له، فيقول: هذا مُقَصِّرٌ في مقالته، وربما يقول:
وما علَّمتني غير ما القلب عالمُه