شعر ... حَلقُوا رَأسه ليكسوه قبحا ... غيرَة مِنْهُم عَلَيْهِ وشحا

كَانَ فى وَجهه صباح وليل ... نزعوا ليله وأبقوه صبحا ...

ولاه الرشيد الْقَضَاء حِين خرج مَعَه إِلَى خُرَاسَان وَمَات بِالريِّ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة وَمَات الْكسَائي بعده بيومين وَحكى أَنَّهُمَا مَاتَا فى يَوْم وَاحِد فَقَالَ الرشيد دفن الْفِقْه واللغة فى الرّيّ وتشاءم بِهِ وَدفن الإِمَام مُحَمَّد بجبل طبرك وَالْكسَائِيّ بقرية رنبويه وَبَينهمَا أَرْبَعَة فراسخ وَكَانَ معسكر الرشيد أَرْبَعَة فراسخ نزل الإِمَام الْكسَائي فى جَانب وَالْإِمَام مُحَمَّد فى جَانب وَقيل فِي مرثيتهما شعر ... تصرمت الدُّنْيَا فَلَيْسَ خُلُود ... لما قد نرى من بهجة ستبيد

ألم ترى شبَابًا إِذا مَا ابتلوا البلى ... وَإِن الشَّبَاب الغض لَيْسَ يعود

سيأتيك مَا أفنى الْقُرُون الَّتِى مَضَت ... فَكُن مستعدا للقاء عتيد

أسفت على قَاضِي الْقُضَاة مُحَمَّد ... وأذريت دمعي والفواد عميد

وأوجعني موت الْكسَائي بعده ... وكادت بِي الأَرْض الفضاء تميد ...

وَذكر السَّمْعَانِيّ عَن هِشَام بن عبد الله الذى توفى الإِمَام مُحَمَّد فى بَيته أَنه لما حَضرته الْوَفَاة بَكَى فَقيل فى ذَلِك فَقَالَ إِذا أوقفني الله تَعَالَى بَين يَدَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّد مَا أقدمك على الرّيّ أمجاهدا فى سبيلي أم ابْتِغَاء مرضاتي مَا أَقُول

وَعَن الْبُوَيْطِيّ عَن الشَّافِعِي أعانني الله تَعَالَى فى الْعلم برجلَيْن فى الحَدِيث بِابْن عُيَيْنَة وفى الْفِقْه بِمُحَمد بن الْحسن رَضِي الله عَنْهُمَا

وَعَن ابْن جبلة سَمِعت مُحَمَّدًا يَقُول لَا يحل لأحد أَن يروي عَن كتبنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015