ارْتَفَعت أَصْوَاتهم فَقلت يَا أَبَا حنيفَة هَذَا الْمَسْجِد وَالصَّوْت لَا يَنْبَغِي أَن يرفع فِيهِ قَالَ دعهم فَإِنَّهُم لَا يتفقهون إِلَّا بِهِ قلت وَهَذَا مَحْمُول على أَن رفع صوتهم لَا يشوش على مصلي أَو طائف أَو قَارِئ فَإِن الْمُتَأَخِّرين من أيمتنا صَرَّحُوا بِأَن رفع الصَّوْت وَلَو بِالذكر حرَام فى الْمَسْجِد
وَعَن الْهَيْثَم بن عدي قَالَ عدنا مَعَ الإِمَام وَأَبُو بكر النَّهْشَلِي رجلا من الْقُرَّاء كَانَ مَرِيضا فى خَارج الْكُوفَة منزله بعيد فَقَالَ بَعْضنَا إِذا جلستم تعرضوا بالغداء فَلَمَّا جلسنا قَرَأَ بَعضهم قَوْله تَعَالَى {ولنبلونكم بِشَيْء من الْخَوْف والجوع} فَقَالَ الْمَرِيض لَيْسَ عَليّ الضُّعَفَاء وَلَا على المرضى وَلَا على الَّذين لَا يَجدونَ مَا يُنْفقُونَ حرج زَاد الزرنجري فَأَعْطَاهُمْ دَرَاهِم دَعْوَة لغداهم قلت وَكَانَ الأظهران يَقُول الأول آتنا غداءنا لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا
وَعَن زفر قَالَ إِن الإِمَام سُئِلَ عَن عَليّ كرم الله وَجهه وَمُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ وقتلى صفّين فَقَالَ إِذا قدمت على الله يسألني عَمَّا كلفني وَلَا يسألني عَن أُمُورهم
وروى أَنه حِين سُئِلَ عَنهُ قَالَ تِلْكَ الدِّمَاء طهر الله مِنْهَا شَأْننَا أَفلا نطهر مِنْهَا لساننا وفى رِوَايَة تَلا قَوْله تَعَالَى {تِلْكَ أمة قد خلت لَهَا مَا كسبت وَلكم مَا كسبتم وَلَا تسْأَلُون عَمَّا كَانُوا يعْملُونَ}
وَعَن غورك الْكُوفِي قَالَ أهديت إِلَيْهِ هَدَايَا وكافأني بأضعافه فَقلت لَو علمت ذَلِك لم أفعل فَقَالَ الْفضل للسابق أَلا تستمع مَا حَدثنِي بِهِ الْهَيْثَم عَن أبي صَالح بلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من صنع إِلَيْكُم مَعْرُوفا فكافئوه فَإِن لن تَجدوا مَا تكافئوه فَأَثْنوا عَلَيْهِ خيرا فَقلت هَذَا الحَدِيث أحب إِلَيّ من جَمِيع مَا أملك
وَعَن عمر بن إِبْرَاهِيم الْبَصْرِيّ عَن أَبِيه فَقَالَ رَأَيْته مغموما متفكر يتنفس