ابْن عَبَّاس سللت على نَفسك مائَة ألف سيف هَذَا فَقِيه الْعرَاق وفقيه الْمشرق فَأمر لَهُ بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَكَانَ كل دِرْهَم مِقْدَار مائَة دِرْهَم الْيَوْم لعزة الدَّرَاهِم فَلَمَّا وضعت بَين يَدَيْهِ رفضها فَقيل لَهُ لَو تَصَدَّقت بهَا فَقَالَ أَبُو جد عِنْدهم الْحَلَال

وَعَن جَعْفَر بن عون الْعمريّ قَالَ أَتَتْهُ امْرَأَة تطلب ثوبا بِمَا قَامَ عَلَيْهِ فَأخْرج ثوبا وَقَالَ قَامَ عَليّ بأَرْبعَة دَرَاهِم قَالَت أتهزأ بِي وَأَنا عَجُوز قَالَ اشْتريت ثَوْبَيْنِ وبعت أَحدهمَا بِرَأْس المَال إِلَّا أَرْبَعَة دَرَاهِم فَهَذَا قَامَ عَليّ بأَرْبعَة

وَعَن عبد الْعَزِيز بن خَالِد إِمَام أهل ترمذ أودعت عِنْده جَارِيَة حِين خرجت حَاجا وغبت أَرْبَعَة أشهر فَلَمَّا قدمت قلت لَهُ كَيفَ رَأَيْتهَا قَالَ مَا نظرت إِلَيْهَا وَسمعت أَنه لم يغْتَسل فى تِلْكَ الْمدَّة فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ خفت أَنَّهَا إِن سَمِعت خشخشة المَاء تحن إِلَى الرِّجَال

وَقد قَالَ بعض أَصْحَابه حرزنا خَتمه فى الْموضع الذى فَارق فِيهِ الدُّنْيَا سوى سَائِر الْمَوَاضِع فَكَانَ سَبْعَة آلَاف ختمة وَكَانَ لَهُ فى كل شهر سِتُّونَ ختمة ختمة بِاللَّيْلِ وختمة بِالنَّهَارِ

وَعَن يحيى بن معِين أَنه كَانَ يخْتم فى رَمَضَان سِتِّينَ ختمة فَيجوز أَن يُرَاد بالرواية الأولى هَذِه أَيْضا فَإِن اشْتِغَاله بِالنَّهَارِ فى الدَّرْس والقضايا مَشْهُور إِلَّا فى رَمَضَان فَإِنَّهُ كَانَ يتفرغ لَهُ وَيُؤَيِّدهُ مَا روى عَن عبد الله بن أَسد قَالَ إِذا دخل رَمَضَان يتفرغ لقِرَاءَة الْقُرْآن فَإِذا دخل الْعشْر الْأَخير مَا نقدر أَن نتكلم مَعَه إِلَّا قَلِيلا لَا يُقَال قد ورد من قَرَأَ الْقُرْآن فى أقل من ثَلَاث لم يفقه فَإنَّا نقُول لَعَلَّ ذَلِك فى حق من لم تخفف لَهُ الْقِرَاءَة ألم تَرَ إِلَى مَا قد صَحَّ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خفف لداود عَلَيْهِ السَّلَام الْقِرَاءَة وَكَانَ يَأْمر دوابه لتسرج فَيقْرَأ الزبُور حِين تسرج وَقد صَحَّ أَن عُثْمَان وتميما الدَّارِيّ وَسَعِيد بن جُبَير كَانُوا يختمون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015