عَالم بالحلال وَالْحرَام والنجاة من النَّار مَعَ ورع مُسْتَكْمل وخدمة دائمة
وَعَن أبي يُوسُف أَن الإِمَام كَانَ يُفْتِي فى الْمَسْجِد الْحَرَام إِذْ وقف عَلَيْهِ الإِمَام جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر الإِمَام رَضِي الله عَنْهُمَا وَعَن آبائهما الْكِرَام فقطن الإِمَام فَقَامَ فَقَالَ يَا بن رَسُول الله لَو علمت أول مَا وقفت لما قعدت وَأَنت قَائِم فَقَالَ اجْلِسْ وأفت النَّاس على هَذَا أدْركْت آبَائِي فَإِن قلت هَل لشهادة هَؤُلَاءِ تَأْثِير فى التَّرْجِيح قلت نعم وَأي تَأْثِير عِنْد أَرْبَاب الفطنة وَذَلِكَ ثَابت بِالْكتاب وَالسّنة أما الْكتاب فَقَوله تَعَالَى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس} قَالَت طَائِفَة من الْمُفَسّرين أَنه شَهَادَة الْبَعْض فى الدِّينَا وَأما السّنة فَمَا فى صَحِيح مُسلم عَن أنس عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ حِين مرت بِهِ جَنَازَة فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا فَقَالَ وَجَبت ثَلَاثًا ثمَّ مروا بِأُخْرَى فَأَثْنوا عَلَيْهَا شرا فَقَالَ وَجَبت ثَلَاثًا فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ فدَاك أبي وَأمي مَا وَجَبت قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أثنيتم عَلَيْهِ خيرا أوجبت لَهُ الْجنَّة وَمن أثنيتم عَلَيْهِ شرا وَجَبت لَهُ النَّار أَنْتُم شُهَدَاء الله فى أرضه ثَلَاثًا وَلَا يُنَافِي هَذَا مَا فى البُخَارِيّ وَغَيره أَنه الشَّهَادَة على الْأُمَم بتبليغ رسلهم إِلَيْهِم
ذكر الغرنوي عَن زفر عَن الإِمَام أَنه قَالَ بلغت الْغَايَة فى الْكَلَام حَتَّى صرت مشارا إِلَيْهِ للأنام وَكنت أَجْلِس بِقرب حَلقَة حَمَّاد فَسُئِلت عَمَّن لَهُ زَوْجَة أمة كَيفَ يطلقهَا للسّنة فَلم أهتد إِلَى جَوَاب المسئلة فَقلت لَهَا سَلِي حمادا وأخبريني بِالْجَوَابِ فَسَأَلت حمادا فأخبرتني فَقلت لَا حَاجَة لي فى علم الْكَلَام فتحولت إِلَى حَلقَة حَمَّاد وَكَانَ إِذا ذكر المسئلة أحفظ قَوْله فَإِذا كرر كنت أحفظ أَنا الْجَواب ويخطئ أَصْحَابه فَقَالَ لَا يجلس فى الْحلقَة قبالتي غَيْرك فَلَزِمته عشر سِنِين ثمَّ أردْت