فَرَآهُ من كَانَ حَاضرا عِنْد الطباخ فَعرفهُ وَقَالَ لَهُ هَذَا أَمَام الدُّنْيَا ثمَّ انْتهى بِهِ السّفر إِلَى أَن دخل بِلَاد فرغانة فَوجدَ قَاضِي خَان يتَكَلَّم فَوق الْمِنْبَر وَبَين يَده الْعلمَاء وهم يَكْتُبُونَ مَا يملي عَلَيْهِم فَذكر قَاضِي خَان مسئلة خلافية بَين أبي يُوسُف وَمُحَمّد فعكس قَول أبي يُوسُف وَجعله عَن مُحَمَّد وَقَول مُحَمَّد جعله عَن أبي يُوسُف فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر أعكس فَقَالَ قَاضِي خَان وَإِن لم أعكس فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر إِن لم تعكس يرد على قوم أبي يُوسُف كَذَا وَكَذَا وَيرد على قَول مُحَمَّد كَذَا وَكَذَا وَذكر عدَّة مسَائِل فَنزل قَاضِي خَان عَن الْمِنْبَر واعتنقه وَقَالَ لَهُ بعد تَقْبِيل يَده يَا سَيِّدي لَعَلَّك تكون مُحَمَّد بن الْفضل الكماري قَالَ نعم قَالَ أَنْت أَحَق بِهَذَا الْمجْلس مني قَالَ الْحَاكِم فى تَارِيخ نيسابور ورد نيسابور وَأقَام بهَا متفقها ثمَّ قدمهَا حَاجا فَحدث بهَا وَكتب ببخارى فى سنة تسع وَخمسين وَعقد لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء وَمَات ببخارى يَوْم الْجُمُعَة لست بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة رَحمَه الله تَعَالَى