يقدم الإِمَام وَيَمْشي خَلفه وَإِذا سُئِلَ عَن مسئلة بِحَضْرَة الإِمَام لم يجب حَتَّى يُجيب الإِمَام فَسئلَ الإِمَام عَن النَّبِيذ فَأَرَادَ أَن يرخص فَمَنعه سُفْيَان وَقَالَ إِن رخصنا بِالْكُوفَةِ لَا ننفذ بِالْمَدِينَةِ
وَعَن بشر بن يحيى قلت لِابْنِ الْمُبَارك ادخلت علم أبي حنيفَة وسُفْيَان فِي الْكتب وَلم تدخل رَأْي مَالك وَالْأَوْزَاعِيّ قَالَ لِأَنِّي لم أعدهما علما وَالله سُبْحَانَهُ أعلم
روى أَن الْمَنْصُور أشخص الإِمَام إِلَى بَغْدَاد وَطلب مِنْهُ أَن يتَوَلَّى الْقَضَاء من تَحت يَده إِلَى جَمِيع الْكَوْن واعتل بعلل فخلف الْمَنْصُور أَنه أَن لم يقبله يحْبسهُ فأصر على الإباء وَقَالَ الْخَلِيفَة اقدر على كَفَّارَة يَمِينه فحبسه وَكَانَ يُرْسل إِلَيْهِ فِي الْحَبْس أَنه إِن لم يقبل ضربه فَأبى فَأمر أَن يخرج وَيضْرب كل يَوْم عشرَة أسواط فَلَمَّا تتَابع عَلَيْهِ الضَّرْب فِي تِلْكَ الْأَيَّام بَكَى فَأكْثر الْبكاء فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى انْتقل إِلَى جوَار الْملك العلام فَمَاتَ فِي الْحَبْس مبطونا مجهودا وَقيل مسموما فاخرجت جنَازَته وَكثر بكاء النَّاس على حَالَته وَدفن فِي مَقَابِر الخيزران بِنَاء على وَصيته
وروى أَنه ضرب مائَة وَعشرَة أسواط فِي إِحْدَى عشر يَوْمًا فَأخْرج من السجْن على أَن يلْزم الْبَاب فَأخذ مِنْهُ الكفلاء وَطلب مِنْهُ أَن يُفْتِي فِيمَا يرفع إِلَيْهِ من الْأَحْكَام وَكَانَ يُرْسل إِلَيْهِ بالمسائل وَكَانَ لَا يُفْتِي فَأمر أَن يُعَاد إِلَى السجْن ويغلظ عَلَيْهِ فأعيد وضيق عَلَيْهِ تضييقا شَدِيدا فَكلم خَواص الْمَنْصُور الْمَنْصُور وَأخرج من السجْن وَمنع من الْفَتْوَى وَالْجُلُوس للنَّاس وَالْخُرُوج من الْمنزل فَكَانَت تِلْكَ حَالَته إِلَى أَن توفى وَلم يدْخل فِي الْعَمَل رَضِي الله عَنهُ
وروى أَنه أخرج من الْحَبْس وَدفع إِلَيْهِ قدح فِيهِ سم ليشْرب فَأبى وَقَالَ