قَالَ الْعلمَاء أدْرك مقَاتل عمر بن عبد الْعَزِيز وَالْحسن الْبَصْرِيّ ونافعا وَجَمَاعَة من التَّابِعين وروى عَنْهُم وَكَانَ جَلِيلًا وروى عَنهُ وَأخذ مِنْهُ وَهُوَ شَرِيكه فى السماع عَن التَّابِعين مثل نَافِع وَعَطَاء وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَابْن سِيرِين وَغَيرهم
قَالَ مقَاتل وفدت إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فأنزلني دَار الضِّيَافَة وَكَانَ أَصَابَهُ جَنَابَة فَأمر بتسخين المَاء فَقَالَ الْغُلَام لَيْسَ هُنَا حطب قَالَ اشْتَرِ بالنسية إِذا وجدته تقضي فجَاء بِهِ فَقَالَ أَيْن سخنته قَالَ فى دَار الضِّيَافَة فَرده فَقَالَ هَات مَاء من الْبِئْر فجَاء بِهِ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ هَذَا أَهْون من زمهرير جَهَنَّم
وَعَن أبي معَاذ الْبَلْخِي أَنه قَالَ مَا رَأَيْت أحد أفضل مِنْهُ وَهُوَ خَالِد ابْن سُلَيْمَان حَافظ الحَدِيث أَخذ الحَدِيث عَن الثَّوْريّ والْحَدِيث وَالْفِقْه عَن الإِمَام وَكَانَ زاهدا صلبا فى دين الله وَحين حج سُفْيَان كَانَ أَبُو معَاذ عديله
وَعَن شَقِيق بن إِبْرَاهِيم الْبَلْخِي أَن ذكر مناقبه من أفضل الْأَعْمَال وَهُوَ من الزهاد وَالْعُلَمَاء الْعباد حَتَّى قيل مَا أخرجت بَلخ مثله وَقد دخل بَغْدَاد فى زِيّ الْفُقَرَاء وَعَلِيهِ مدرعة صوف فَرَآهُ أَبُو يُوسُف من بعيد وَهُوَ فى موكبه وجلالته فَقَالَ وَجَعَلنَا بَعْضكُم لبَعض فتْنَة أَتَصْبِرُونَ قَالَ نعم ثمَّ رَآهُ من بعيد قَالَ يَا أَبَا إِسْحَاق أَنْت فى كسوتك مَا غيرتها قَالَ لَا لِأَنِّي مَا وجدت مَا طلبتها يَعْنِي الْجنَّة وَأَنت وجدت مَا طلبت أَي الدُّنْيَا فغيرت كسوتك
وَعَن شَدَّاد بن حَكِيم لَوْلَا هُوَ وَأَصْحَابه لم نَكُنْ نَدْرِي مَا نَخْتَار ونأخذ وَكَانَ شَدَّاد من أزهد أهل زَمَانه من أَئِمَّة بَلخ صلى بِوضُوء ظهر الْيَوْم ظهر الْغَد سِتِّينَ سنة روى عَن زفر وَأَصْحَابه مَاتَ شَدَّاد سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ
وَعَن ابْن الْمُبَارك ذكر الإِمَام عِنْد دَاوُد الطَّائِي فَقَالَ ذَاك نجم يَهْتَدِي بِهِ الساري وَعلم تقبله قُلُوب الْمُؤمنِينَ وكل علم لَيْسَ بِعِلْمِهِ فَهُوَ بلَاء على حامله وَالله