ثمَّ خرجت إِلَى الْموصل فأقمت بهَا أَرْبَعِينَ سنة وَوليت الْقَضَاء بهَا خمس عشرَة سنة ثمَّ تبت عَنهُ تَوْبَة وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت فى النّوم قَائِلا يَقُول لي الله قَاض وَأَنت قَاض فاستعفيت قَالَ قَرَأت فى كتاب أَبى غَالب شُجَاع بِخَطِّهِ أَنه مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَدفن بالمقبرة الشونيزية
809 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أميرويه بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي ركن الدّين أَبُو الْفضل قَالَ السَّمْعَانِيّ فى مُعْجم شُيُوخه أَمَام أَصْحَاب أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ بخراسان قدم مرو وتفقه على القَاضِي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأردستاني فَخر الْقُضَاة وَكَانَ قد فرغ قبل قدومه من تَعْلِيقه الْمَذْهَب ببلخ على عمر الحلجي ولازمه إِلَى أَن صَار أنظر أَصْحَابه وَلم يزل يرْتَفع حَاله لاشتغاله بِالْعلمِ ونشره وتكاثر الْفُقَهَاء لَدَيْهِ وتزاحم الطّلبَة عَلَيْهِ إِلَى أَن سلم لَهُ التَّقْدِيم بمرو وَصَارَ مَقْبُولًا عِنْد الْخَاص وَالْعَام وانتشر أَصْحَابه فى الْآفَاق وَظَهَرت تصانيفه بخراسان وَالْعراق ودرس عَلَيْهِ الْعلمَاء وَكَانُوا يقرؤن عَلَيْهِ التَّفْسِير والْحَدِيث فى شهر رَمَضَان سمع بكرمان وَالِده وَعَمْرو استاذه الأردستاني تفقه عَلَيْهِ بمرو وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد الْقَنْطَرِي السَّمرقَنْدِي وَمن تصانيفه الْجَامِع الْكَبِير والتجريد فى الْفِقْه فى مُجَلد وَشَرحه فى ثَلَاث مجلدات وَسَماهُ الْإِيضَاح قَالَ السَّمْعَانِيّ سَمِعت مِنْهُ وَكَانَت وِلَادَته بكرمان فى شَوَّال سنة سبع وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَتُوفِّي بمرو عَشِيَّة الْجُمُعَة لعشرين من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَيَأْتِي أَبوهُ مُحَمَّد بن أميرويه فى بَابه
810 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسكا كَذَا رَأَيْته بِخَط بَعضهم ورأيته بخطي فى نُسْخَتي من أَنْسَاب السَّمْعَانِيّ حسك أَبُو سعيد الْقرى قَاضِي ترمذ سكن نيسابور مُدَّة روى عَنهُ الْحَاكِم فى تَارِيخ نيسابور وَقَالَ لم يكن فى أَصْحَاب أبي حنيفَة