إِلَّا كَانَ عيالا على أبي حنيفَة وَقَالَ الإِمَام مَالك رضى الله عَنهُ وَقد سُئِلَ عَنهُ رَأَيْت رجلا لَو كلمك فى هَذِه السارية أَن يَجْعَلهَا ذَهَبا لقام بِحجَّة وَكَانَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل كثيرا مَا يذكرهُ ويترحم عَلَيْهِ ويبكي فى زمن محنته ويتسلى بِضَرْب أبي حنيفَة على الْقَضَاء وَقَالَ ابْن عبد الْبر فى كتاب الانتقاء فى فضايل الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة الْفُقَهَاء أبي حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ رضى الله عَنْهُم سُئِلَ يحيى بن معِين وَعبد الله بن أَحْمد الدَّوْرَقِي يسمع من أبي حنيفَة فَقَالَ يحيى بن معِين هُوَ ثِقَة مَا سَمِعت أحدا ضعفه هَذَا شُعْبَة بن الْحجَّاج يكْتب إِلَيْهِ أَن يحدث بأَمْره وَشعْبَة شُعْبَة قَالَ وَكَذَا على ابْن الْمَدِينِيّ أثنى عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن عبد الْبر أَيْضا فِي كتاب بَيَان جَامع الْعلم وَقيل ليحيى ابْن معِين يَا أَبَا زَكَرِيَّا أَبُو حنيفَة كَانَ يصدق فى الحَدِيث قَالَ نعم صَدُوق قَالَ وَقَالَ سَوَاء كَانَ شُعْبَة حسن الرَّأْي فى أبي حنيفَة قلت وَشعْبَة أول من تكلم فى الرِّجَال وَقَالَ يزِيد بن هَارُون أدْركْت ألف رجل وكتبت عَن أَكْثَرهم مَا رَأَيْت فيهم أفقه وَلَا أورع وَلَا أعلم من خَمْسَة أَوَّلهمْ أَبُو حنيفَة وَقَالَ أَبُو يُوسُف كَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى يخْتم الْقُرْآن فى كل لَيْلَة فى رَكْعَة وفى رِوَايَة وَيكون ذَلِك فى وتره قَالَ ابْن عبد الْبر وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ أَبُو حنيفَة ثِقَة لَا بَأْس بِهِ قَالَ ابْن عبد الْبر الَّذين رووا عَن أبي حنيفَة ووثقوه وأثنوا عَلَيْهِ أَكثر من الَّذين تكلمُوا فِيهِ وَالَّذين تكلمُوا من أهل الحَدِيث أَكثر مَا عابوا عَلَيْهِ الإغراق فى الرَّأْي وَالْقِيَاس قَالَ وَكَانَ يُقَال يسْتَدلّ على نباهة الرجل من الماضين بتباين النَّاس فِيهِ قَالُوا أَلا ترى إِلَى عَليّ بن أبي طَالب رضى الله عَنهُ أَنه هلك فِيهِ فئتان محب أفرط ومبغض أفرط وَقد جَاءَ فى الحَدِيث أَنه يهْلك فِيهِ رجلَانِ محب مطر ومبغض مكثر قَالَ هَذِه صفة أهل النباهة وَمن بلغ فى الْفضل وَالدّين الْغَايَة قَالَ ابْن عبد الْبر قَالَ أَبُو دَاوُد السجسْتانِي أَن أَبَا حنيفَة كَانَ إِمَامًا وَأَن مَالِكًا كَانَ إِمَامًا