مائَة بِدِمَشْق فى رَجَب كَذَا أَخْبرنِي بِهِ وَمَات بعد وَلَده الإِمَام تَقِيّ الدّين يُوسُف فى الْخَامِس من رَجَب سنة أَربع عشرَة وَسبع مائَة وَدفن بالقرافة عِنْد وَلَده وَبَين مَوْتهمَا شهر وَاحِد وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد يعظمه ويثني على علمه وفضله وديانته ولديه عُلُوم شَتَّى من الْفِقْه والنحو والقراآت وَعِنْده زهد وَانْقِطَاع عَن النَّاس ودرس بِدِمَشْق بِالْمَدْرَسَةِ البلخية ثمَّ تَركهَا لوَلَده ثمَّ توجها فى الجفل إِلَى الْقَاهِرَة سنة تسع وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى واستوطنا بهَا إِلَى أَن مَاتَا عرض عَلَيْهِ قَضَاء دمشق فَامْتنعَ وَسمع أَيْضا من الْأَئِمَّة تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح وَعز الدّين النسابة وَأحمد بن مسلمة وَغَيرهم أَنْشدني غير مرّة لنَفسِهِ شعر ... كبر وأمراض ووحشة غربَة ... مَعَ سوء حَال قد جمعن لعاجز
بئيس الصِّفَات لمن غَدَتْ أَوْصَافه ... هذي الصِّفَات وَمَا الْمَمَات بناجز
لَوْلَا رَجَاء تفضل من رَاحِم ... حتما لخاب وَلم يكن بالفائز
يَا رب انجز رَحْمَة تنجي بهَا ... الْفضل فضلك مَا لَهُ من حاجز ...
345 - إِسْمَعِيل بن عدي بن الْفضل بن عبيد الله أَبُو المظفر الْأَزْهَرِي الطَّالقَانِي تفقه بِمَا وَرَاء النَّهر على الْبُرْهَان وَغَيره سمع ببلخ وبخارى عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْمعِين مَيْمُون بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُعْتَمد المكحولي النَّسَفِيّ وَكتب عَنهُ الحافظان أَبُو عَليّ الْوَزير الدِّمَشْقِي وَأَبُو الْحجَّاج الأندلسي قَالَ السَّمْعَانِيّ فى أنسابه كتب لي لاجازة بِجَمِيعِ مسموعاته وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مفتيا جال فى أكناف خُرَاسَان وَخرج إِلَى مَا وَرَاء النَّهر وتفقه بهَا وَكَانَت وَفَاته فِيمَا أَظن فى حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَخمْس مائَة والأزهري نِسْبَة إِلَى جد المنتسب إِلَيْهِ كَذَا نقلته من خطي من