الْحَرَمَيْنِ شيخ أَصْحَاب أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ فى زَمَانه بِلَا مدافعة تفقه على أبي الْحسن الْكَرْخِي وَأبي طَاهِر مُحَمَّد الدباس وبرع فى الْمَذْهَب سمع بخراسان أَبَا الْعَبَّاس بن شعْبَان الشَّيْبَانِيّ وَأَبا يحيى زَكَرِيَّا بن يحيى الْبَزَّار وَأَبا خَليفَة الْفضل بن الجناب وَجَمَاعَة سواهُم روى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَذكره فى تَارِيخ نيسابور وَقَالَ غَابَ عَن نيسابور نيفا وَأَرْبَعين سنة وتقلد قَضَاء الْموصل وَقَضَاء الرملة وقلد قَضَاء الْحَرَمَيْنِ فَبَقيَ بهَا بضع عشرَة سنة ثمَّ انْصَرف إِلَى نيسابور سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة ثمَّ ولى الْقَضَاء بهَا فى سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة قَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا بكر الْأَبْهَرِيّ الْمَالِكِي شيخ الْفُقَهَاء بِبَغْدَاد بِلَا مدافعة يَقُول مَا قدم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الْحسن النَّيْسَابُورِي سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن القَاضِي يَقُول حضرت مجْلِس النّظر لعَلي بن عِيسَى الْوَزير فَقَامَتْ امْرَأَة تتظلم من صَاحب التركات فَقَالَ تعودين إِلَيّ غَدا وَكَانَ يَوْم مَجْلِسه للنَّظَر فَلَمَّا اجْتمع فُقَهَاء الْفَرِيقَيْنِ قَالَ لنا تكلمُوا الْيَوْم فى مسئلة تَوْرِيث ذَوي الْأَرْحَام قَالَ فتكلمت فِيهَا مَعَ بعض فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة فَقَالَ صنف فى هَذِه المسئلة وَبكر بهَا غَدا إِلَيّ ففلت وبكرت بهَا إِلَيْهِ فَأخذ مني الْجُزْء وانصرفت فَلَمَّا كَانَ ضحوة النَّهَار طلبني الْوَزير إِلَى حَضرته فَقَالَ يَا أَبَا الْحسن قد عرضت تِلْكَ المسئلة بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ وتأملها فَقَالَ لَوْلَا أَن لأبي الْحسن عندنَا حرمات لقلدته أحد الْجَانِبَيْنِ وَلَكِن لَيْسَ فى أَعمالنَا عِنْدِي أجل من الْحَرَمَيْنِ وَقد قلدته الْحَرَمَيْنِ فَانْصَرَفت من حَضْرَة الْوَزير وَوصل الْعَهْد إِلَيّ وَكَانَ هَذَا السَّبَب فِيهِ قَالَ الْحَاكِم زادني بعض مَشَايِخنَا فى هَذِه الْحِكَايَة أَن القَاضِي أَبَا الْحُسَيْن قَالَ قلت للوزير أيد الله الْوَزير بعد أَن رَضِي أَمِير الْمُؤمنِينَ المسئلة