أَهْلُ الْكِتَابِ فِيهِ مَنْ لَا كِتَابَ لَهُ. وَيَمْتَازُ أَهْلُ الْكِتَابِ بِعُلُومٍ وَأَعْمَالٍ أَخَذُوهَا عَنِ الْأَنْبِيَاءِ، لَيْسَ فِي قُوَّةِ مَنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ أَنْ يَعْلَمَهَا، وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي الْأَخْلَاقِ، وَالسِّيَاسَاتِ الْمَنْزِلِيَّةِ وَالْمَدَنِيَّةِ. فَإِنَّ جِنْسَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَوْ كَانَ مَنْسُوخًا مُبَدَّلًا أَحْسَنُ حَالًا مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ. وَأَمَّا فِي الْعِبَادَاتِ وَالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَرُجْحَانُهُمْ فِيهِ ظَاهِرٌ، وَأَمَّا عُلُومٌ وَأَعْمَالٌ يَكُونُ ضَرَرُهَا رَاجِحًا، كَالسِّحْرِ، وَالطَّلْسَمَاتِ، وَمَا يُتَوَسَّلُ بِهِ مِنَ الشِّرْكِ إِلَى اسْتِخْدَامِ الشَّيَاطِينِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذَا وَإِنْ كَانَ غَيْرُ أَهْلِ الْكِتَابِ أَقْوَمَ بِهِ، فَإِنَّمَا ذَاكَ لِاسْتِغْنَاءِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِمَا هُوَ أَنْفَعُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَلِهَذَا لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ بَرَاءَتَهُ عَنْ