ذَلِكَ، وَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ قَدْ كَتَبَتْ كُتُبَ كُفْرٍ وَسِحْرٍ، وَدَفَنَتْهَا تَحْتَ كُرْسِيِّ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَ أَظْهَرُوا ذَلِكَ وَقَالُوا: إِنَّمَا كَانَ يُسَخِّرُ الْجِنَّ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَالْعَزَائِمِ، فَصَدَّقَهُمْ فَرِيقَانِ: فَرِيقٌ قَدَحُوا فِي سُلَيْمَانَ بَلْ كَفَّرُوهُ، مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ، وَفَرِيقٌ قَالُوا: نَحْنُ نَقْتَدِي بِسُلَيْمَانَ وَنَفْعَلُ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ، وَهُمْ أَهْلُ الْعَزَائِمِ وَالطَّلَاسِمِ الَّتِي يَسْتَخْدِمُونَ بِهَا الْجِنَّ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ يَسْتَخْدِمُهُمْ بِهَا، حَتَّى يَقُولُوا: إِنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَلَى تَاجِهِ، وَهَذَا صُورَةُ خَاتَمِهِ، وَهَذَا كَلَامُ آصِفَ بْنِ بَرْخِيَا إِلَى أَمْثَالِ ذَلِكَ مِمَّا يُضِيفُونَهُ إِلَيْهِ، وَهُوَ كَذِبٌ عَلَى سُلَيْمَانَ. وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015