الجمل في النحو (صفحة 131)

قَالَ الشَّاعِر

(اتوعدني بقومك يَا بن حجل ... أشابات تخالون العبادا)

(وَنِعما جمعت حصن وَعَمْرو ... وَمَا حصن وَعَمْرو والجيادا)

أَرَادَ وَمَا كَانَ حصن وَعَمْرو مَعَ الْجِيَاد فَلَمَّا حذف مَعَ وأضمر كَانَ نصب وَقَالَ آخر

(وَمَا أَنا وَالشَّر فِي متْلف

يبرح بِالذكر الضَّابِط)

فَكَأَنَّهُ قَالَ كَيفَ أكون مَعَ الشَّرّ

وَتقول كن أَنْت وَزيد فِي مَوضِع وَاحِد وَإِذا جَاءُوا بالحروف الَّتِي ترفع لم يتكلموا فِيهَا الا الرّفْع مثل قَوْلك مَا فعلت أَنْت وَزيد مَا أَنْت وَالْمَاء لَو شربته مَا أَنْت والأسد لَو لَقيته

وَأما هَذَا وأشباهه فهم ينصبون بهَا خبر الْمعرفَة ويرفعون خبر النكرَة وَأما قَول الله جلّ وَعز فِي الْأَحْقَاف {قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} عَارض نكرَة وممطرنا معرفَة وَلَا ينعَت معرفَة نكرَة وَلَا بنكرة بِمَعْرِِفَة فَهَذَا مَعْنَاهُ هَذَا عَارض ممطر لنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015