رُفِعَت المائدة والفرش، وكلُّ ما كان أقيم لنا.

"السيرة" لصالح ص 102 - 104

قال صالح: ثم سأَل أبي أن يُحَوَّل من الدار التي اكتريت له، فاكترى هو دارًا وتحوَّل إليها، فسأل المتوكل عنه، فقيل: إنه عليل. فقال: كنت أحب أن يكون في قربي وقد أذنت له، يا عبيد اللَّه احمل إليه ألف دينار ينفقها، وقال لسعيد: تهيئ له حراقة (?) ينحدر فيها. فجاءَه علي بن الجهم في جوف الليل، فأخبره، ثم جاء عبيد اللَّه ومعه ألف دينار. فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وقد أمر لك بهذِه الألف دينار.

فقال: قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره فردها. وقال: أنا رقيق على البرد، والبر أرفق بي. فكتب إلى محمد بن عبد اللَّه في بره وتعاهده، فقدم علينا بين الظهر والعصر.

"السيرة" لصالح ص 106 - 107

قال حنبل: فلما كان بعد أيام من هذِه الفتنة التي رفع على أبي عبد اللَّه في ذكر العلوي، بينا نحن جلوس بباب الدار وقت انتصاف النهار، إذا يعقوب -المعروف بقوصرة، وكان أحد حجاب المتوكل- قد أقبل، فاستأذن على أبي عبد اللَّه، فدخل ودخل أبي وأنا معه، ومع بعض غلمانه بدرة على بغل، فدخل إلى أبي عبد اللَّه ومعه كتاب المتوكل، فقرأه على أبي عبد اللَّه: إنه صح عند أمير المؤمنين براءتك مما رفع عليك عند أمير المؤمنين، وقد وجه إليك هذا المال لتستعين به على حاجتك. فأبى أبو عبد اللَّه أن يقبله، وقال: مالي إليه حاجة، وكلام نحو هذا.

فقال له يعقوب: يا أبا عبد اللَّه، اقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به، فإن هذا أخير لك عنده. وقال له أبي: يا أبا عبد اللَّه، أفعل ولا ترده، فإنك إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015