يا من يحدث عن علم الكتاب أصخ ... هذا الإمام الذي قد كان ينتظر

يشير بهذا إلى أنه المجدد - وقد صرح بذلك أيضًا العماد الواسطي - ثم دار بينهما كلام فجرى ذكر سيبويه فأغلظ الشيخ ابن تيمية القول في سيبويه، فنافره أبو حيان بسببه، ثم عاد ذامًّا له، وصير ذلك ذنبًا لا يغفر.

ويقال: إن ابن تيمية قال له: ما كان سيبويه نبي النحو ولا معصومًا، بل أخطأ في «الكتاب» في ثمانين موضعًا ماتفهمها أنت. فكان ذلك سبب مقاطعته إياه. وذكره في تفسيره «البحر» بكل سوء، وكذا في مختصره «النهر» اهـ.

وقد ترجمته علماء المذاهب المعاصرون له وغيرهم بتراجم مفصلة، وأثنوا عليه بالثناء الحسن، وذكروا له كرامات عديدة، ومواظبة على الطاعات والعبادات، وتجنُّبًا عن البدع، وشدة اتباع للسنن وطريقة السلف الصالح. وأنه لم يتزوج حتى مات.

وكان أبيض اللون، أسود الرأس واللحية، قليل الشيب، شعره إلى شحمتي أذنيه، عيناه لسانان ناطقان، رَبْعة من الرجال، بعيد ما بين المنكبين جَهْوَرِيّ الصوت.

وقد دذكر نبذة من اختياراته العلامة ابن رجب المتوفى سنة سبع مئة وخمس وتسعين في «طبقاته». وفصَّل أيضًا سيرته وأحواله والثناء عليه. وقد توفى سنة سبع مئة وثمان وعشرين، سَحَر ليلة الاثنين عاشر ذي القعدة الحرام في السجن، فأخرج إلى جامع دمشق فصلوا عليه، فكان يومًا مشهودًا، لم يعهد بدمشق مثله. وبكى الناس بكاءً شديدًا، وتبركوا بماء غسله، واشتد الزحام على نعشه، ودفن بمقابر الصوفية بعد أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015