وكتبت عنه وقرئت عليه أَو بعضها، وجملة كبيرة لم يُكملها، وجملة كملها ولم تُبيّض إِلى الآن. وأثنى عليه وعلى علومه وفضائله جماعة من علماء عصره، مثل القاضي الخوييّ، وابن دقيق العيد، وابن النحاس، والقاضي الحنفي قاضي قضاة مصر ابن الحريري، وابن الزَّمْلَكاني وغيره. ووجدت بخط ابن الزَّمْلَكاني أَنَّه قال: اجتمعتْ فيه شروطُ الاجتهاد على وجهها، وأنَّ له اليد الطولى في حسن التَّصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين، وكتب على تصنيف له هذه الأبيات:

ماذا يقول الواصفون له ... وصفاتهُ جَلَّتْ عن الحَصْرِ

هو حجةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبةُ الدهرِ

هو آيةٌ في الخلق ظاهرةٌ ... أنوارُها أرْبَتْ على الفجرِ

وهذا الثناء عليه، وكان عمره يومئذ نحو الثلاثين سنة. وكان بيني وبينه مودة وصحبة من الصغر، وسماع الحديث والطلب من نحو خمسين سنة. وله فضائل كثيرة، وأسماء مصنفاته وسيرته وما جرى بينه وبين الفقهاء والدولة وحبسه مرات، وأحواله لا يحتمل ذكر جميعها هذا الموضع، وهذا الكتاب. ولما مات كنت غائبًا عن دمشق بطريق الحجاز الشريف، ثمَّ بلغنا خبر موته بعد وفاته بأكثر من خمسين يومًا لما وصلنا إِلى تبوك، وحصل التأسف لفقده رحمه الله تعالى. هذا لفظه في هذا الموضع من «تاريخه».

ثمَّ ذكر الشَّيخ علم الدين في «تاريخه» بعد إِيراد هذه الترجمة جنازة أَبي بكر بن أَبي داود وعظمها، وجنازة الامام أَحمد ببغداد وشهرتها، وقال الإِمام أَبو عثمان الصابوني: سمعت أَبا عبد الرَّحمن الصوفي يقول: حضرت جنازة أَبي الفتح القواس الزاهد مع الشَّيخ أَبي الحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015