عشر جمادى الأولى، وأنه اجتمع بجميع أركان الدولة، وذكر لهم حاجة المسلمين إلى الإعانة والغوث، وحصل بسببه همم علية ونودي بالغزاة وجرد جماعة وقويت العزائم ونزل بالقلعة، وفي ظهر يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى وصل الشيخ تقي الدين المذكور إلى دمشق على البريد بعد أن أقام بقلعة القاهرة ثمانية أيام وتكلم مع السلطان والنائب والوزير والأمراء الأكابر أهل الحل والعقد في أمر الجهاد وكسر هذا العدو المخذول وقهره والظفر به وإصلاح أمر الجند وتقوية ضعائفهم، والنظر في أرزاقهم، والعدل في ذلك، وأمرهم بانفاق فضول أموالهم في هذا الوجه، وتلا عليهم آية الكنز، وقوله تعالى: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} الآيات، وكان خروجه من ديار مصر في يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى. (ص 134).

وفي جمادى الأولى (سنة 702) وقع بيد نائب السلطنة الأمير جمال الدين الفرم كتاب إليه صورة نصيحة على لسان قطز من مماليك الأمير سيف الدين قبجق، وفيه أن الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والقاضي شمس الدين ابن الحريري يكاتبان قبجق ويختارانه لنيابة الملك ويعملان على الأمر، وأن الصدر كمال الدين ابن العطار والشيخ كمال الدين ابن الزملكاني يطالعان بأخبار الأمير وأن جماعةً من الأمراء معهم في هذه القضية، وذكروا جماعة من مماليك الأمير وخواصه، وأدخلوهم في ذلك، فلما قرأ الأمير هذا الكتاب وفهمه علم بطلانه وأسرَّه إلى بعض الكتاب وطلب التعريف بمن فعله، فاجتهد في ذلك حتى وقع الخاطر والحدس على فقير يعرف باليعفوري ممن كان نُسب قبل ذلك إلى فضول وتزوير فمُسك، فوجد معه مسوَّدة بالكتاب المذكور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015