بعينه فضرب فأقر على شخص آخر يعرف بأحمد القباري كان أيضًا قد نسب إليه زور ودخول فيما لا يعنيه، فضرب الآخر فاعترف وعين جماعة من الأكابر أشاروا عليهما بذلك، وكان قصدهم تشويش خاطر الأمير على خواصه والسعي في إهلاك المذكورين في الكتاب، فانجلت القضية للأمير وعرف الآمر فيها معرفة شافية وعزر الفقيرين المذكورين في مستهل جمادى الآخرة، ثم بعد التعزير أمر بتوسيطهما وتعليقهما في اليوم المذكور، وكذلك أيضًا عر التاج ابن المناديلي الناسخ في التاريخ المذكور وقطعت يمينه وهو الذي كان كتب لهما الكتاب، وخطه معروف. (ص 191 - 192).

واصبح الناس بدمشق يوم الأحد المذكور (25 شعبان سنة 702) في أمر كبير لقرب العدو وتأخر السلطان وجمهور الجيش، فشرعوا وتحركوا في الجفل، وذكروا أن هذا الجيش الذي قد اجتمع بالمرج ودمشق ليس لهما طاقة بلقاء هذا العدو وإنما سبيلهم أن يتأخروا عنهم مرحلة مرحلة، فاختبط البلد، فلما تعالى النهار اجتمع الأمراء بالميدان وتحالفوا على لقائهم، وشجعوا أنفسهم ونودي بالبلد أن لا يجفل أحد ولا يسافر أحد فسكن الناس وجلس القضاة بالجامع وحلَّفوا جماعة من الفقهاء والعامة على حضور الغزاة، وتوجه الشيخ تقي الدين ابن تيمية إلى جهة العسكر الواصل من حماة فأدركه بالقطيفة (?) والمرج فاجتمع بهم وأعلمهم بما اتفق عليه الأمراء بدمشق فوافقوا على ذلك.

وفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان اختبط الناس كثيرًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015