ببيان ماكان عليه سلف الأمة الذي اتفق عليه العقل والسمع، وبيان مايدخل في هذا الباب من الاشتراك والاشتباه والغلط في مواضع متعددة، ولكن نذكر هنا جُمْلةً مختصرة بحسب حال السائل، والواجب أمر العامة بالجمل الثابتة (?) بالنص والإجماع، ومَنْعهم من الخوض في التفصيل الذي يُوْقع بينهم الفرقة والاختلاف، فإن الفرقة والاختلاف من أعظم مانهى الله عنه ورسوله.

والتفصيل المختصر فنقول: من اعتقد أن المِداد الذي في المصحف وأصوات العباد قديمة أزلية؛ فهذا ضال مخطئ مخالف للكتاب والسنة وإجماع السابقين الأولين وسائر علماء المسلمين ولم يقل أحد قطُّ من علماء المسلمين: إن ذلك قديم، لا من أصحاب الإمام أحمد ولا من غيرهم ومن نقلَ قِدَم ذلك عن أحدٍ من علماء أصحاب الإمام أحمد ونحوهم؛ فهو مخطئ في هذا النقل أو متعمد الكذب، بل المنصوص عن الإمام أحمد وعامة أئمة أصحابه تبديع من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، كما جهَّموا من قال: اللفظ بالقرآن مخلوق، وقد صنف أبو بكر المروذي - أخص أصحاب الإمام أحمد به - في ذلك رسالةً كبيرة مبسوطة، ونقلها عنه أبو بكر الخلال في «كتاب السنة» الذي جمع فيه كلام الإمام أحمد وغيره من [أئمة] السنة في أبواب الاعتقاد، وكان بعض أهل الحديث إذ ذاك أطلق القولَ بأن «لفظي بالقرآن غير مخلوق» فبلغ ذلك الإمام أحمد فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وبدَّعَ من قال ذلك، وأخبر أن أحدًا من العلماء لم يقل ذلك، فكيف من يزعم أن صوت العبد القديم؟ وأقبح من ذلك من يحكي عن بعض العلماء: أنّ المِداد الذي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015