الوارد في السنة المصافة بالأكعب والمناكب.
عن النعمان بن بشير -رضي الله تعالى عنه- قال: أقبل رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الناس بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم -ثلاثًا- والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن بين قلوبكم". أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن حبان.
قال النعمان: فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه بكعبه.
وسئل الشيخ ابن عثيمين -حفظه الله تعالى-: عن الأصح في تسوية الصفوف، هل هو مساواة الأقدام برءوس الأصابع فقط، أم بمحاذاة الكعبين؟
فأجاب -حفظه الله تعالى- بقوله:
"الصحيح أن المعتمد في تسوية الصف مُحاذاة الكعبين بعضهما بعضًا لا رءوس الأصابع وذلك لأن البدن مركب على الكعب، والأصابع تختلف الأقدام فيها، فقدم طويل وآخر صغير، فلا يُمكن ضبط التساوي إلا بالكعبين، وأما إلصاق الكعبين بعضهما ببعض فلا شك أنه وارد عن الصحابة -رضي الله عنهم- فإنهم كانوا يسوون الصفوف بإلصاق الكعبين بعضهما ببعض أن كل واحد منهم يُلصق كعبه بكعب جاره لتحقيق المساواة، ولهذا إذا تمت الصفوف وقام الناس ينبغي لكل واحد أن يُلصق كعبه بكعب صاحبه لتحقيق المساواة فقط، وليس معنى ذلك أنه يلازم هنا الإلصاق وييقى ملاصقًا له في جميع الصلاة" (?).
- يجهر بعض الناس بقراءته في السنن القبلية أو البعدية "باستثناء قيام الليل" فمثلًا يجهر بقراءته في نافلة الظهر والمغرب وهذا الجهر بالقراءة يحتاج إلى دليل ثابت عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
- يقول بعض المصلين في التحيات: اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على ... إلخ.
يزيد لفظ "سيدنا". وهو -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سيدنا، ولنا الشرف والفخر بذلك، بل سيد الناس جميعًا.
قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أنا سيد الناس يوم القيامة ... " رواه البخاري، ومسلم.
وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ... " رواه مسلم، وأبو داود.
ولكنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمرنا أن نُصلي كما كان يصلي، فقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي". رواه البخاري.
وقد ذكر بعض العلماء المحققين أن لفظة السيادة في التحيات لم تثبت عنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على رغم ورود عدة ألفاظ وصيغ للتشهد.
وللشيخ صالح الفوزان -حفظه الله تعالى- جواب سؤال حول هذا المبحث، قال فيه: "لا يُنكر عاقل أن محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سيد ولد آدم، فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك، وأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سيد البشر، والسيد له الشرف والطاعة والإمرة، وطاعة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من طاعة الله -سبحانه وتعالى-: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80].
ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سيدنا وخيرنا وأفضلنا عند الله -سبحانه وتعالى- وأنه المطاع فيما يأمر به صلوات الله وسلامه عليه، ومن مُقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع عليه الصلاة والسلام أن لا نتجاوز ما شرع لنا من قول أو فعل أو عقيدة، ومما شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد أن نقول: