وأما من قال: إن صلاته تصح فيقول: إنه آثم ولا تلزمه الإعادة. (فتاوى نور على الدرب ص 16).
- ومن الأخطاء: ما يسمع من بعض الناس من الخطأ المتكرر في بعض الآيات وخاصة في الفاتحة مثل قراءة بعضهم: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (أنعمتُ عليهم). أو (إيَّاك نعبدْ)، والصواب: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} بالضم.
- بعض المصلين لا يُحرك لسانه في جميع الصلاة:
فيبقى مطبق الشفتين من أول صلاته إلى آخرها وهؤلاء ليسوا كثيرًا. لكن الكثير منهم يبقى صامتًا في أثناء قيامه فيقرأ الفاتحة في نفسه ولا يُحرك لسانه أبدًا حتى يركع وهذا خطأ واضح.
ومما يدل على خلافه ما أخرجه البخاري، عن أبي معمر قال: سألنا خبابًا: أكان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم. قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: باضطراب لحيته. (فتح الباري 2/ 244، 245).
قال شيخ الإسلام -رحمه الله كعالى-: يجب أن يحرك لسانه بالذكر الواجب في الصلاة من القراءة ونحوها مع القدرة.
- ومن ذلك: أن بعض المصلين إذا وضع يمينه على شماله وضعهما جميعًا على جهة الصدر اليُسرى وبالتحديد فوق القلب.
وبعضهم يقول: إن هذا من أسباب الخشوع لأن القلب هو مركز الحركة في البدن، وهو المحور للبدن، فإذا وضعت اليدان فوق سكن عن السرحان والتفكير وأيضًا هذه الهيئة فيها نوع من الانكسار بين يدي الله عز وجل. هذا ملخص كلامهم.
والصواب: أن يُقال خير الهدي هدي مُحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتحصيل الخشوع لا يتم إلا بتطبيق صلاة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التي كان يصليها ويأمر أصحابه أن يتعلموها ويصلوا مثلها كما قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري.
وقد كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا صلى يضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد وكان أحيانًا يقبض اليمنى على اليسرى وكان يضعهما على الصدر (?).
- يدخل بعض الناس إلى المسجد فيجد الصف قد اكتمل ويلتفت يمنة ويسرة يبحث عن أحد ليصف معه حتى لا يقع في النهي "لا صلاة لفرد خلف الصف" (?). فإذا لم يأت أحد توسط في الصف ثم سحب من أمامه وأرجعه معه حتى يصف معه، وهذا هرب من شيء لكنه وقع في أشياء، هرب من صلاته مُنفردًا خلف الصف لكنه أحدث بفعله أمورًا:
الأول: تسبب في قطع الصف، والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "من وصل صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله". رواه أحمد، وأبو داود.
الثاني: أنه أشغل جميع المصلين وذلك لأنهم سيتقاربون إلى بعض لسد تلك الفرجة.
الثالث: أنه أخل بخشوع ذلك المصلي الذي جذبه إليه وحرمه مكانًا فاضلًا إلى آخر مفضولًا.
ويختار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- أنه إذا تعذر للمصلي أن يجد مكانًا في الصف أنه