بل قد جاءت رواية في البخاري تنص على النهي عن الإسراع.
فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار، ولا تسرعوا، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا".
- ومن المخالفات أيضًا: عدم تسوية الصفوف كما ينبغي.
عن النعمان بن بشير -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم".
وقال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أقيموا صفوفكم وتراصوا"، وقال: "أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة"، وقال: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من إقامة الصلاة"، أخرجها كلها الإمام البخاري في صحيحه.
ثم قال -رحمه الله تعالى-: "باب: إثم من لم يتم الصفوف". وساق بسنده عن بشير بن يسار الأنصاري، عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- أنه قدم المدينة فقيل له: ما أنكرت منا منذ يوم عهدت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فقال: ما أنكرت شيئًا إلا أنكم لا تقيمون الصفوف.
- ومن المخالفات أيضًا: إتيان المسجد بعد أكل الثوم أو البصل.
عن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنهما-، أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "من أكل من هذه الشجرة -يعني الثوم- فلا يقربن مسجدنا".
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من أكل من هذه الشجرة -يريد الثوم- فلا يغشانا في مساجدنا"، وفي رواية: "من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا أو قال: فليعتزل مسجدنا ويقعد في بيته".
عن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا -أو- لا يصلين معنا"، أخرجها جميعا البخاري في صحيحه.
وفي صحيح مسلم، عن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال: لقد رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخًا.
وعن أنس -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين أن تأكلوهن وتدخلوا مساجدنا، فإن كنتم لا بد آكليهما فاقتلوهما بالنار قتلًا" رواه الطبراني في الأوسط.
وقد ألحق بعض أهل العلم شارب الدخان بآكل الثوم والبصل.
وذلك لاشتراك كل منهما في رائحته الخبيثة بل إن بعض المسلمين يتأذى من رائحة شارب الدخان أكثر من رائحة آكل الثوم والبصل.
إذا علم هذا: فإن شارب الدخان على خطر؛ لأنه قد آذى المسلمين برائحته، وقد ورد الوعيد في ذلك.
فعن حذيفة بن أسيد -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم" رواه الطبراني، وأبو نعيم، وابن عدي.
فإذا كان المؤذي للمسلمين في طرقهم مستحقًا للعن فكيف بمن آذاهم في مساجدهم، لا شك أن الجرم أكبر.
- ومن المخالفات أيضًا: التلفت في الصلاة.