وعن يمين الخارج من باب جيرون في جدار البلاط الذي أمامه غرفة، ولها هيئة طاق كبير مستدير، فيه طيقان صفر فتحت أبواباً صغاراً على عدد ساعات النهار، وقد دبرت تدبيراً هندسياً، (الساعة) فعند انقضاء ساعة من النهار تسقط صنجتان من صفر من فم بازيين مصوّرين من صُفر، قائمين على طاستين من صفر، تحت كل واحد منهما طاستان، إحداهما تحت أول باب من تلك الأبواب، والثانية تحت آخرها، والطاستان مثقوبتان، فعند وقوع البندقتين فيهما تعودان داخل الجدار إلى الغرفة، وتبصر البازيين يمدان أعناقهما بالبندقتين إلى الطاستين، ويقذفانهما بسرعة بتدبير عجيب تتخيّله الأوهام سحراً، وعند وقوع البندقتين في الطاستين يُسمع لهما دوي، وينغلق الباب الذي هو لتلك الساعة للحين يلوح من الصفر، لا يزال كذلك عند كل انقضاء ساعة من النهار، حتى تتغلق الأبواب كلها وتنقضي الساعات. ثم تعود إلى حالها الأول ولها بالليل تدبير آخر، وذلك فيّ أن في القوس المتعطف على الطيقان المذكورة اثنتا عشرة دائرة من النحاس، مخرومة وتعترض في كل دائرة زجاجة من داخل الجدار في الغرفة، مدبّر ذلك كله منها خلف الطيقان المذكورة، وخلف الزجاجة مصباح يدور به الماء على ترتيب مقدار الساعة، فإذا انقضت عم الزجاجة ضوء المصباح، وفاض على الدائرة أمامها شعاعها، فلاحت للأبصار دائرة محمرة، ثم انتقل ذلك إلى الأخرى، حتى تنقضي ساعات الليل وتحمر الدوائر كلها، وقد وكّل بها في الغرفة متفقد لحالها درب بشأنها وانتقالها، يعيد فتح الأبواب وصرف الصنج إلى موضعها وهي التي يسميها الناس المنجانة.

(الدهليز الغربي) ودهليز الباب الغربي فيه حوانيت البقالين والعطارين، وفيه سماط لبيع الفواكه، وفي أعلاه باب عظيم يُصعد إليه على أبراج، وله أعمدة سامية في الهواء، وتحت ابراج سقايتان مستديرتان، سقاية يميناً وسقاية يساراً، لكل سقاية خمسة أنابيب ترمي الماء في حوض رخام مستطيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015