وله مرأى رائع ومنه يُفضي إلى داخل الخيل، وعن يسار الخارج منه سماط الصفارين وهي كانت دار معاوية رضي الله عنه وتُعرف بالخضراء.
(وباب) شرقي هو أعظم الأبواب، ويعرف بباب جيرون.
و (باب) غربي ويُعرف بباب البريد. و (باب) شمالي ويعرف بباب الناطفيين. وللشرقي والغربي والشمالي أيضاً من هذه الأبواب دهاليز متسعة، ويفضي كل دهليز منها إلى باب عظيم كانت كلها مداخل الكنيسة فبقيت على حالها، (الدهليز الشرقي) وأعظمها منظراً الدهليز المتصل بباب جيرون يخرج من هذا الباب إلى بلاط طويل عريض، قد قامت أمامه خمسة أبواب مقوّسة لها ستة أعمدة طوال، وفي وجه اليسار منه مشهد كبير حفيل، كان فيه رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما، ثم نُقل إلى القاهرة، وبإزائه مسجد صغير يُنسب لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وبذلك المشهد ماء جار، وقد انتظمت أمام البلاط أدراج ينحدر عليها الدهليز، وهو كالخندق العظيم يتصل إلى باب عظيم الارتفاع ينحسر الطرف دونه سموّاً، وقد حفّته أعمدة كالجذوع طولاً، وكالأطواد ضخامةً، وبجانبي هذا الدهليز أعمدة قد قامت عليها شوارع مستديرة، فيها الحوانيت المنتظمة للعطارين وسواهم، وعليها شوارع أخرى مستطيلة فيها الحجر والبيوت للكراء، مشرفة على الدهليز، وفوقها سطح يبيت به سكان الحجر والبيوت. وفي وسط الدهليز حوض كبير مستدير من الرخام، عليه قبة تقلها أعمدة من الرخام، ويستدير بأعلاها طرة من الرصاص واسعة مكشوفة للهواء، وفي وسط الحوض الرخامي أنبوب صفر يزعج الماء بقوة فيرتفع إلى الهواء أزيد من القامة، (الفوارة) وحوله أنابيب صغار ترمي الماء إلى علو فيخرج عنها كقضبان اللّجَين، فكأنها أغصان تلك الدوحة المائية ومنظرها أعجب وأبدع من أن يلحقه الوصف.