معاوية رضي الله عنه، وهي اليوم سماط عظيم للصفارين يتصل بطول جار الجامع القبلي، ولا سماط أحسن منظراً منه ولا أكبر طولاً وعرضاً، وخلف هذا السماط على مقربة منه دار الخيل برسمه، وهي اليوم مسكونة، وفيها مواضع للكمادين، وطول المقصورة الصحابية المذكورة أربعة وأربعون شبراً، وعرضها نصف الطول، ويليها لجهة الغرب في وسط الجامع المقصورة التي أُحدثت عند إضافة النصف المتخذ كنيسةً إلى الجامع حسبما تقدم ذكره، وفيها منبر الخطبة ومحراب الصلاة، وكانت مقصورة الصحابة أولاً، في نصف الخط الإسلامي من الكنيسة، وكان الجدار حيث أُعيد المحراب في المقصورة المحدثة، فلما أُعيدت الكنيسة كلها مسجداً صارت مقصورة الصحابة طرفاً في الجانب الشرقي، وأُحدثت المقصورة الأخرى وسطاً، حيث كان جدار الجامع قبل الاتصال. وهذه المقصورة المحدثة أكبر من الصحابية، وبالجانب الغربي بإزاء الجدار مقصورة أخرى، هي برسم الحنفية، يجتمعون فيها للتدريس، وبها يصلّون، وبإزائها زاوية محدقة بالأعواد، كأنها مقصورة صغيرة، وبالجانب الشرقي زاوية أخرى على هذه الصفة، هي كالمقصورة، كان وضَعَها للصلاة فيها أحد أمراء الدولة التركية، وهي لاصقة بالجدار الشرقي. وبالجامع المكرم عدة زوايا على هذا الترتيب، يتخذها الطلبة الزوايا للنسخ والدرس والانفراد عن ازدحام الناس، وهي من جملة مرافق الطلبة. وفي الجدار المتصل بالصحن المحيط بالبلاطات القبلية عشرون باباً متصلة بطول الجدار قد علتها أقواس جصية مخرمة كلها على هيئة الشمسيات، فتبصر العين من اتصالها أجمل منظر وأحسنه (أبواب الصحن) والبلاط المتصل بالصحن المحيط، والبلاطات من ثلاث جهات على أعمدة، وعلى تلك الأعمدة أبواب مقوّسة، تقلّها أعمدة صغار تطيف بالصحن كله. ومنظر هذا الصحن من أجمل المناظر وأحسنها، وفيه مجتمع أهل البلد، وهو متفرّجهم ومنتزههم، كلّ عشيةٍ تراهم فيه ذاهبين وراجعين، من شرق إلى غرب، من باب جيرون