مع أمير المؤمنين (?)، والأجير والفقير مع الأمير الكبير (?)، ثم حكموا له عليه، لا يبالون مع الحق صغيراً ولا كبيراً.
وقد تشرّفتُ فزرتُ آلافاً من المساجد، في الداني من بلاد الإسلام، عامرها ودائرها، فرأيت المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى، والأزهر المعمور، ومسجد أبي حنيفة والجيلاني في بغداد، وابن طولون والمتوكل في القاهرة، سرّ مَنْ رأى، وآثار مسجدّي الكوفة والبصرة، والمسجدين العظيمين: المسجد الجامع في دهلي، وآثار مسجد قوة الإسلام في دهلي القديمة، ومساجد الملايا وجاوه، فما رأيت فيها كلّها بعد المساجد الثلاثة التي ميزّها الله وجعل الصلاة فيها أفضل بدرجات، مسجداً هو أقدم قدماً، وأفخم مظهراً، وأجمل عمارة، وأحلى في العين منظراً، من الجامع الأموي في دمشق.
كان مدرسة دمشق، في الحلقات يدرّس فيها فيها كل علم، وكان النادي يجتمع فيه الناس كلما دهم البلدَ خطب، وكان الأموي في عهد نشأتنا الأولى لبّ دمشق، فكانت الدار القريبة هي القريبة من الأموي، والبعيدة هي البعيدة عن الأموي، وكانت الأرض الغالية هي التي جاورت الأموي، وكان الأموي ملعبنا ونحن أطفال، ثم كان مدرستنا الثانية ونحن طلاب، ندخله إذا انصرفنا من المدرسة فنصلي فيه، ونقف على حلقاته، وما كان يخلو وقت فيه من حلقتين أو أكثر، وكنا نتبوأ مقاعدنا