وكانت هندسته مبتكرة، شهد بذلك كل من رآه من قديم وحديث من المسلمين وغير المسلمين.
من ذلك أن المهدي لما قدم الشام في طريقه إلى بيت المقدس، دخل مسجد دمشق، ومعه كاتبه أبو عبيد الله الأشعري، فقال له: يا أبا عبيد الله، سبقنا بنو أمية بثلاث.
قال: وما هن يا أمير المؤمنين؟.
قال: هذا البيت (يعني المسجد)، ونبل الموالي، فإن لهم موالي ليس لنا مثلهم، وعمر بن عبد العزيز لا يكون فينا مثله أبداً.
ولما وصل إلى بيت المقدس ورأى قبة الصخرة، قال: يا أبا عبيد الله، وهذه رابعة.
ولما دخل المأمون مسجد دمشق، ومعه المعتصم ويحيى بن أكثم، قال لهما:
- ... ما أعجب ما في هذا المسجد؟.
- ... قال المعتصم: ذهبه وبقاؤه فإنا نجعله في قصورنا فلا تمضي عليه العشرون سنة حتى يتغير.
- ... قا: ما ذاك الذي أعجبني فيه.
- ... قال يحيى: تأليف رخامه، فإني رأيت شيئاً ما رأيت مثله.
- ... قال: ما ذاك الذي أعجبني فيه.
- ... قالا: وما الذي أعجبك؟.
- ... قال: بنيانه على غير مثال متقدم.
ووصفه أحد الكُتّاب، وكان قدم دمشق سنة 432 هـ، بأنه بكر