على أن أول من يصلي إمام الكلاسة، ثم إمام مشهد الحسين، ثم الشافعي، ثم المالكي، ثم الحنبلي، ثم إمام مشهد أبي بكر، ثم إمام مشهد عروة، ثم إمام مشهد عثمان. ثم اقتصر الأمر على أئمة المسجد الأربعة. والعمل على ذلك إلى الآن بهذا الترتيب، أي الشافعي فالحنفي فالمالكي فالحنبلي (?).
أما القبر فقد نقل ابن عساكر أنهم رأوا عند عمارة المسجد مغارة، فخبروا بها الوليد، فنزل إليها والشموع بين يديه فوجد كنيسة صغيرة، ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع، فيها صندوق فيه سفط (قفّة) فيه رأس، سليم الجلدة والشعر، مكتوب عليه أنه رأس يحيى بن زكريا، فأمر بتركه على حاله، وجعل للعمود القائم على المغارة علامة تميّزه، وبقي كذلك فترة ثم وُضع فوقه تابوت عليه اسم يحيى، رآه ووصفه (كما سيأتي) ابن جبير في أواخر القرن السادس الهجري، وبقي ذلك إلى تاريخ رحلة ابن بطوطة، ثم أقيمت هذه القبة في وقت لم أقف على تحديده إلى الآن.
ولم يتخذ الوليد عليه قبراً، لأنه لم يثبت عنده أن الرأس ليحيى، ولأن إقامة القبور في المساجد أو بناء المساجد عليها ممنوع في الإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم حذّر منه ولعن فاعله، وكان ذلك من آخر ما نطق به صلى الله عليه وسلم قبل وفاته (?).
ولا يُحتج لجواز اتخاذ القبور مساجد بقبره صلى الله عليه وسلم،