هذا النوع نسبوه إلى قائله لتطمئن نفس طالب العلم فلا تقع عنده شبهة في صحته فشتان ما بين تأليفه وتأليف الجوهري غير أن الجوهري لم يضبط الألفاظ بذكر مثال أو بالنص على الحركات خلافا للمصنف وإنما اعتمد على مجرد وضع الحركات بخطه كابن سيده والأزهري وغيرهما ومن ثم يصح أن يقال أن للقاموس مزية على سائر كتب اللغة الأصول بالنظر إلى هذا الضبط فإن النساخ لا يتورعون من تغير الحركات أو أنها تلتبس عليهم فإن الضمة كثيرا ما تلتبس بالفتحة وبالعكس ولهذا قال الإمام المناوي وقد أجاد الجوهري في الترتيب ولكن أهمل الضبط الذي يتطرق إليه التبديل والتحريف وقال الإمام الرازي مختصر الصحاح والتزمنا في الموازين أنا متى قلنا في فعل من الأفعال أنه من باب ضرب أو نصر أو قطع أو غير ذلك فإنه يكون موازنا له في حركات ماضيه ومضارعه ومصدره أيضا وأما الأسماء فانا ضبطنا كل اسم يشتبه على الأعم الأغلب إما بذكر مثال مشهور عقبه وإما بالنص على حركات حروفه التي يقه فيها اللبس وإن كان مثيرا مما قيدنا يستغنى عنه الخواص ولهذا أهمله الجوهري رحمه الله لظهوره عنده ولكنا قصدنا بزيادة الضبط بالميزان أو بالنص عموم الانتفاع به وأن لا يتطرق إليه بمرور الأيام تحريف النساخ وتصحيفهم فإن أكثر أصول اللغة إنما يقل الانتفاع بها ويعسر لعلتين أحداهما عسر الترتيب والثانية قلة الضبط بالموازين المشهورة وقلة التنصيص على أنواع الحركات اعتمادا من مصنفيها على ضبطها بالشكل الذي يعكس التبديل والتحريف عن قريب أو اعتمادا على ظهورها عندهم فيهملونها من أصل التصنيف انتهى

فمن أمثلة إهمال الضبط وقصور التعريف في الصحاح قوله السهاد الأرق وهو بالضم وفي النسخة المطبوعة بطهران بالفتح اعتمادا على أن المصنف متى أطلق فالفتح كما هو اصطلاح صاحب القاموس وقوله النطع فيه أربع لغات نطع ونطع ونطع ونطع فلو قال النطع بالكسر والفتح وبالتحريك وكعنب بساط من الديم كم قال صاحب القاموس لكان أولى *الشغل فيه أربع لغات شغل وشغل وشغل وشغل وشغل وكان الأولى أن يقول الشغل بالضم وبضمتين وبالفتح وبفتحتين على أنه بالفتح مصدر وبالضم اسم *الكمال التمام وفيه ثلاث لغات كمل وكمل وبالكسر اردؤها وكان الأولى أن يقول كمل بفتح العين وضمها والكسر اردؤها *شرب المآء وغيره شربا وشربا وشربا وكان الأولى أن يقول شربا بالفتح والضم وبفتح فكسر على أنه بالفتح مصدر وبالضم اسم *هو العبد زلمة وزلمة وزلمة وزلمة أي قدّ قدّ العبد وكان الأولى أن يقول هو العبد زلمة بالفتح والضم والتحريك وبالضم والفتح كهمزة ومثله هو العبد زلمة بلغاتها *ومما لم يفسره من الأفعال والأسماء قوله عتوت يا فلان تعتو عتيا وعتوا قال الإمام الرازي المشار إليه العاتي المجاوز الحد في الاستكبار والعاني الجبار أيضا وقيل العاتي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015