{باب الذال}

{في اتخذ}

قد اختلف اهل اللغة في اتخذ اختلافا كثيرا ولا غرو فانه من متعلقات افتعل الذى اوقع الامام ابن الحاجب وغيره من ائمة اللغة والصرف في الاوهام كما مر في اول المقدمة فينبغى ان اذكر هنا كل ما وقفت عليه من كلامهم. قال المصنف في مادة اخذ ويقال ائتخذوا بهمزتين اخذ بعضهم بعضا وقال قبله والمستأخذ المستكين الخاضع كالمؤتخذ ثم قال في آخر المادة واستخذ ارضا اتخذها. وعبارة الصحاح ويقال ائتخذوا في القتال بهمزتين اى اخذ بعضهم بعضا والاتخاذ افتعال ايضا من الاخذ الا انه ادغم بعد تليين الهمزة وابدال التآء ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا ان التآء فيه اصلية فبنوا منه فعل يفعل قالوا تخذ يتخذ وقرئ لتخذت عليه اجرا. ورأيت في هامش نسختى قبالة العبارة الاولى ما نصه صوابه ايتخذوا بهمزة واحدة ويآء مبدلة من الهمزة ولا يصح اجتماع همزتين في كلمة واحدة بل يجب ابدال الثانية حرفا من حروف العلة اه. وعبارة الصحاح يقال ائتخذوا في الحرب اى اخذ بعضهم بعضا ثم لينوا الهمزة وادغموا اتخذوا ويستعمل بمعنى جعل ولما كثر استعماله توهموا اصالة التآء فبنوا منه (كذا) وقالوا تخذت زيدا صديقا من باب تعب اذا جعلته كذلك والمصدر تخذا بفتح الخآء وسكونها وتخذت مالا كسبته وهى افصح من عبارة الصحاح واوضح ولكن كان عليه ان يقول فبنوا منه كما قال الجوهرى ولعله سقط من الناسخ. وعبارة الازهرى في مادة اخذ في نسخة قديمة من التهذيب قرئت عليه ويقال ائتخذ القوم يأخذون ائتخاذا وذلك اذا اصطرعوا فاخذ كل رجل على صاحبه اخذة يعتقله بها وجمعه اخذ قال الليث ويقال اتخذ فلان مالا يتخذه اتخاذا (وفي نسخة اخرى اتخذ فلان مال الله دولا) ويقال تخذ يتخذ تخذا (محركة) وتخذت مالا اى كسبته الزمت التآء الحرف كأنها اصلية وانشدنى القنانى تخذها سرية تقعده (اى تخدمه) قال واصلها افتعلت وقال الليث من قرأ لاتخذت فقد ادغم اليآء في التآء فاجتمع همزتان فصيرت احداهما يآء وادغمت كراهة التقائهما. وقبالة هذه العبارة على الهامش ما نصه هذه الحكاية عن الليث مضطربة سقيمة وهكذا كتبه الازهرى بخطه. قلت كان ينبغى لليث ان يقول اولا فاجتمع همزتان فصيرت احداهما يآء وادغمت لا ان يبتدئ بقوله فقد ادغم اليآء في التآء فان الادغام انما حدث من قلب الهمزة يآء وعلى كل فهو تصريح بان اتخذ من اخذ. وعبارة الصغانى في مجمع البحرين عين عبارة الجوهرى. وعبارة اللسان مثل عبارة التهذيب وانما اعاد تخذ في مادة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015