تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها وقال الجوهري في عدد وعدة فاعتد أي صار معدودا واعتد به فجعل اعتد مطاوع عد ثم قال وعدة المرأة اقرائها وقد اعتدت وانقضت عدتها وعبارة ديوان الأدب وعد: فاعتد واعتد به واعتدت المرأة من العدة وعبارة المصباح واعتددت بالشيء على افتعلت أي أدخلته في العدد والحساب فهو معتد به محسوب غير سشاقط والمصنف لم يعرج عليه أصلا مع أنه ورد في التنزيل متعديا بنفسه في قوله تعالى فما لكم عليهن من عدة تعتدونها قال الزمخشري في الكشاف تعتدونها تستوفون عددها من قولك عددت الدراهم فاعتدها كقولك كلته فاكتاله فاتزنه ونحوها عبارة القاضي البيضاوي وفيه نظر وقال في المحكم وإعداد الشيء واعتداده واستعداده إحضاره ومثله في اللسان وزاد أن قال قال ابن دريد والعدة من السلاح ما اعتددته خص به السلاح لفظا فلا أدري أخصه في المعنى أم لا. ومن ذلك أي مما فسروا افتعل اللازم بما يصرفه إلى المتعدي قول الزمخشري والشارح اتكأنا عند فلان أي طمعنا وكقول المصنف اتكأ جعل له متكأ وكقول الجوهري الاجتهاد بذل الوسع والمجهود فهذا يصح على قول الفارابي إن اجتهد متعد بنفسه كأن تقول اجتهدت رأيي وليس هذا مراد الجوهري إذ لو أراده لصرح بتعديته كما صرح خاله فكان حقه أن يقول الاجتهاد المبالغة في الجهد وقوله أيضا انتطقت المرأة أي لبست النطاق وانتطق الرجل أي لبس المنطق وقول الفارابي احترم إذا شد عليه حزامه وقول المصنف التفحت المرأة شدت نقابها وقوله انتحر قتل نفسه وقول الزمخشري اختنق فعل الخنق بنفسه وقس عليه ما أشبهه كما تراه في محله. وربما أوردوا افتعل في مادته لازما ثم أوردوه في غيرها متعديا كقول الجوهري في نتف نتفت الشعر نتفا فانتف ثم قال في مرق المراقة ما انتفته من الصوف ومثلها عبارة الصغاني والمصنف وكقوله في قول واقتال عليه تحكم فعدى اقتال بعلى وقال في أول والائتيال الإصلاح والسياسة قال لبيد *بمؤتر تأتاله ابهمامها* وهو تفتعل من الت كما تقول تقتاله من قلت فعداه بنفسه فإن قيل إنه أراد هنا مجرد الوزن قلت كان عليه أن يزنه على تختاته وكقول الزمخشري في صبح الصبحة نون الضحى وشرب الصبوح وصضبحته وغبقته واصطبح واغتيق وظاهره أن اصطبح واغتبق مطاوعان لصبح وغبق ثم قال في غلق أي عدمت اللبن حتى تغتبق الماء وقال الجوهري في غبق الغبوق الشرب بالعشي تقول منه غبقت الرجل اغبقه بالضم فاغتبق هو ثم استشهد في مادة طعم بقول الشاعر
(واغتبق الماء الفراح وأنتهى
إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم)
بل ربما جآء هذا الإبهام في نفس مادة الفعل فإن الأزهري ذكر اغتبق في مادته لازما ومتعديا من دون تنبيه عليه ونص عبارته ويقال هذه الناقة غبوقي وغبوقتي إذا اغتبق ابنها وقد غبقته اغبقه غبقا فاغتبق اغتباقا فكان حقه أن يقول الاعتباق يأتي لازما ومتعديا ثم يورد القولين