في هذه المادة افتأت برأيه أي انفرد واستبد به، وهذا الحرف سمع مهموزًا ذكره أبو عمرو أبو زيد وابن السكيت وغيرهم، فلا يخلو إما أن يكونوا قد همزوا ما ليس بمهموز كما قالوا حلأت السويق ولبأت بالحج ورثأت الميت، أو يكون أصل هذه الكلمة من غير الفوت،
• جاوره مجاورة وجوارًا (بالضم) وقد يكسر صار جاره مع إن الكسر هو الأصل، فكان حقه أن يقول وقد يضم، ومن الغريب أن الجوهري لم يذكر هذا المعنى وإنما ذكر المجاورة بمعنى الاعتكاف،
• الثدي ويكسر وكالثرى خاص بالمرأة أو عام ويؤنث إلى أن قال وامرأة ثدياء عظيميتها فهو عدول عن الفصيح؛ لأن قوله ويؤنث إشارة إلى أن التذكير أكثر، وكان حقه أيضًا أن يورد وامرأة ثدياء بعد الجمع لا أن يفصل بينهما بقوله وذو الثدية، لقب حرقوص بن زهير كبير الخوارج الخ ومثله قوله وامرأة عضاد غليظة العضد سمحتها مع أن تذكير العضد أشهر كما تشير إليه عبارة الصحاح على أنه عرفه تعريفًا مطلقًا ولم يحك فيه تذكيرًا ولا تأنيثًا وهو قصور منه،
• الهدى بضم الهاء وفتح الدال الرشاد والدلالة ويذكر ومقتضاه أن التأنيث أشهر وعبارة الجوهري يذكر ويؤنث، على أن تفسيره له بالرشاد يوهم أنه لازم فكان الأولى أن يقول والإرشاد، وعبارة المصباح وهداه الله إلى الإيمان هدى والهدى البيان وهو أيضًا مبهم فإن البيان مشترك بين أن يكون مصدر بأن واسم مصدر لبين فمن الأول لازم ومن الثاني متعد، وعبارة أبي البقاء في الكليات أن الهدى يكون بمعنى التعريف والبيان والإلهام والدعاء والمعرفة والتوحيد والسنة والإصلاح والتوبة والإرشاد والحجة فقد أصاب في قول والإرشاد لكنه أخطأ في قوله والتوبة؛ لأنه استدل له بقوله تعالى: {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} [الأعراف: 156] وهي مادة أخرى،
• دأل كمنع دالا ويحرك وكجمزى وهو مشيه فيها ضعف أو عدو متقارب أو مشي نشيط وله دألا ودألانا محركتين خلته غير أن عبارة الصحاح تفيد أن الدأل بمعنى الختل ساكن الوسط، وكان ينبغي للمصنف أن يقول بعد قوله أو مشى نشيط ضد على أن النشيط يأتي صفة للرجل لا للمشي، إلا أن يقال أن المشي مصاف إلى نشيط خلافًا لما في النسخ،
• في حول وما احوله وما حيله وهو احول منك واحيل وعبارة الجوهري قال الفراء هو احول منك، أي أكثر حيلة وما احوله ثم قال في حيل هو احيل منك واحول وما احيله لغة في ما احوله فتبين في الواوي دون اليائي،
• في ذهب ذهب كمنع فهو ذاهب وذهوب سار أو مر به إزالة كاذهبه وبه قال الشارح قال أبو إسحاق اذهب به قليل، فأما قراءة بعضهم يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار فنادر،
• في دخل دخل وتدخل واندخل وادخل كافتعل نقيض خرج مع أن الجوهري نبه على أن اندخل جاء في الشعر وليس بالفصيح، أما تدخل فمعناه دخل قليلاً قليلاً، فالمصنف فك هذا القيد عنه، •