ذلك في بعض المواد إذ لم يضع قبل مادة بنى واوًا ولا ياء وكذلك الثأي بمعنى الإفساد لم يضع قبلها شيئًا وكتب يو قبل جبى الخراج إشارة إلى أنه يائي وواوي يذكران معًا ثم أفرد لجبا بمعنى جمع مادة على حدتها ووضع قبلها واوًا وعبارته في الأولى جبى الخراج كرمى وسعى جباية وجباوة بكسرهما والقوم ومنهم والماء في الحوض جبا مثلثة وجبيا جمعه فلم يفسر معنى جبى الخراج ولم يتبين معنى قوله والقوم ومنهم،
• وكذلك أهمل الإشارة قبل الجماء بمعنى الشخص وخلط الواوي واليائي في أبى وذرى وفي غيرهما أيضًا مما هو من غير الناقص نحو مادة روح فإنه ذكر فيها الريح والريحان والريحنة والرياح بالفتح بمعنى الراح والأريحي والأريحية والارتياح وراح الشيء يراحه ويريحه أي وجد ريحه وأريح وأريحًا وغير ذلك، مع أن صاحب المحكم ذكر الأريحي والأريح والأريحية والراح والرياح للخمر في مادة على حدتها في مقلوب الرحى،
• والحق أن تمييز الواو عن الياء في هذه المادة صعب جدًا يسم المصنفين بالعي فإن الريح يائية لكنهم جمعوها على أرواح وأرياح فما معنى دخول الواو في الأرواح فهل هو إشارة إلى أن أصل الريح روح فإذا كان كذلك كما هو مذهب الجوهري كانت اللغة العربية مثل العبرانية فإن لفظة الروح فيها واردة بالمعنيين أم الجمع الثاني فلا يعتد به لأنه جاء على اللفظ كما قالوا في جمع الميسم من وسم مواسم ومياسم،
• ومن ذلك أن وضع واوًا قبل رفا الثوب أي أصلحه ثم وضعها أيضًا قبل قوله الأرفى للعظيم الأذنين في استرخاء ووضع ياء قبل مادة رنا وهي واوية ويو قبل شكا أمره إلى الله ثم وضع ياء قبل قله شكيت لغة في شكوت والشكية البقية وأورد اليائي قبل الواوي في اصا وثغا وجنا والدواء والدو والدهى وداهية دهياء وفي سرًا ولم يضع قبل الواوي من هذه واوًا ووضع السنى لضوء البرق قبل ساناه وأشار إلى الأول بالياء وإلى الثاني بالواو ووضع شطى الميت وهو يائي في مادة على حدتها ثم أورد بعدها الشطو الواوي بمعنى الجانب وأورد شفى يشفى وهو يائي قبل شفت الشمس تشفو أي قاربت الغروب وأورد صراه يصريه أي قطعه قبل صرا يصرو أي نظر وصلى يصلي قبل صلواته أي أصبت صلاه وقس عليه طسا وطغا وطما وغبا وغشا وغطا وقرا وقطا وقها وكدا وكرا وكما ولبا ولوا ومعا ومغا ومنا ونأى ونتا ونا ونفا ونقا ونما ففي هذه المواد كلها قدم الياء على الواو وهو غريب جدًا ولاسيما إذا اعتبرت أن كثيرًا من الطلبة قرأوا عليه كتابه ولم ينبهوه على هذا الخلل،
• ذكر في المهموز كئت عن الأمر وكؤت قال الشارح وكان الأولى بالمصنف أن يميز ما بين المادتين الواوية واليائية فيذكر أولاً كوأ ثم كيأ كما فعله صاحب اللسان ولم ينبه عليه شيخنا أصلاً،
• ذكر الطلاء بالضم في المهموز وفسره بأنه قشرة الدم، قال الإمام المناوي وقد رده صاحب المشوف بأن الجوهري ذكره في المعتل فلم يجعل همزته أصلية قال وهو الصواب وقال هو