الأردب كقرشب مكيال معروف لأهل مصر، وقال ابن بري ليس بصحيح لأن الإردب لا يكال به وإنما يكال بالويبة، السبعطري الطويل جدًا ومثله وزنًا ومعنى الضبغطري إلى غير ذلك من الألفاظ التي يشكل جمعها على غير المتضلع من علم اللغة بل ربما أهمل من الجموع ما لا يستغنى عنه فإنه لم يذكر جمع البرج ولا جمع الجند ولا جمع القح، ولذلك نظائر لا يمكن حصرها، وثم أيضًا نوع من الإبهام وهو إيراده المذكر من دون تنبيه على مؤنثه وهو خلاف ما نص عليه في الخطبة.
هذا وكما أنه لم يحافظ بالإطراد على هذه الصيغ التي تقدم ذكرها بالاختصار كذلك لم يحافظ على ذكر المعرب، فقد أورد الكرويين مخففة الراء في كرب وفسرها بسادة الملائكة ولم يقل أنها معربة وهي لفظة عبرانية أصلها كروبيم، ومفردها كروب، فإن الياء والميم في هذه اللغة علامة الجمع، وقد ذكرت في التوراة غير مرة وترجمت إلى سائر اللغات بهذا اللفظ واشتقاقها من فعل يدل على القرب فهو نظير كرب بلغة العرب،
• ومما لم يذكر تعريبه في باب الجيم وحده البسفانج أورده منكرًا وحقه أن يعرف، والبارنج والبسفاردانج أورده أيضًا منكرًا وحقه التعريف والبنج والبظماج والبنفسج والبهرامج والباذروج والبهرج والجوزاهنج أورده أيضًا منكرًا والدهنج جوهر كالزمرد والأرندج والراهنامج والزبرج والاستاج والسرنج والسفتجة والاسفيداج والأسفنج والسنباذج والشهدانج والشاهترج والشاذنج والصولجان والصهريج والقبج والقوانج والكوسج والنلنج والأهليلج،
• ومن ذلك البند في معنيه والسمسار والفرفير والدهليز والجلفاظ والنفط وله نظائر تفوت الاستقصاء وخصوصًا في باب القاف، فإن العرب تلحق في آخر اللفظ المعرب جيمًا أو قافًا،
• وربما تعرض لاشتقاق المعرب فأخطأ كقوله في الترياق أنه من اليوناني وأن أصله تريا وقاء، مع القاف لا توجد في لغة اليونان ولا في غيرها من لغات الأفرنج وكذلك الهمزة المتطرفة لا توجد إلا في لغة العرب، وسيأتي مزيد تفصيل له،
• وكقوله في سوف الفيلسوف يونانية أي محب الحكمة أصله فيلا وهو المحب وسوفا وهو الحكمة، والاسم الفلسفة مركبة كالحوقلة وهو غير صحيح فإن النطق بها في أصلها فيلوسوفيا، وباللفظ الثاني سميت الكنيسة المشهورة بالقسطنطينية على أن قوله كالحوقلة يقتضي ذكر الفلسفة في مادة على حدتها لا في سوف، ولم يذكر الحوقلة في بابها، ويقال فيها أيضًا الحولقة، وقول اليونان محب الحكمة هو كقول المولدين الآن طالب علم، ولاسيما أهل تونس احترامًا للعلم،
• ثم إن المصنف لا يفرق بين أن يقول مثلاً رومي أو معرب عن الرومي حتى تعلم حقيقة لفظه، فإن الأسماء المعربة قد تبقى على وزنها بعد تعريبها وقد تغير وتلحق بوزن اللفظ العربي، ففي شفاء الغليل ما نصه: قال سيبويه الاسم المعرب من كلام العجم ربما ألحقوه بابنية كلامهم وربما