المصدر اه، فكلامه هنا في مصدر الرباعي لا الثلاثي مع تصريحه بأنه اسم مصدر لا مصدر،

• الثاني أن صاحب المصباح صرح أيضًا بأن سلامًا وكلامًا من أسماء المصادر لسلم وكلم، وأنا أصرح بأنه كثير نحو عذب تعذيبًا وعذابًا ونكل تنكيلاً ونكالاً وروج ترويجًا ورواجًا وأذن تأذينًا وأذانًا وعزى تعزية وعزاء وأدى يؤدي تأدية وأداء، وسد تسديدًا وسدادًا ونحو ذلك،

• الثالث أن الظلام ليس له فعل ثلاثي فهو اسم محض.

• الرابع أن صيغة المقام ليست من هذا الباب فإنه مصدر ميمي،

• الخامس أن الحصاد والجداد من الأسماء الدالة على الزمن والمصدر حصد وجد، كما تفيده عبارة الصحاح،

• ومن إبهام المصنف في الفعل أنه يسوي الفعل الثلاثي المتعدي بالرباعي المضاعف كقوله في خضب خضبه لونه كخضبه، وفي شذب شذب اللحاء قشره كشذبه، وفي فتح فتح ضد أغلق كفتح وافتتح مع أن أهل اللغة ينبهون على أن المشدد يكون لمبالغة فعل أو لتكثيره وربما قصر التضعيف على بعض معاني الفعل دون البعض الآخر، ولا وجه للقصر كقوله في ضرب ضربه يضربه وهو ضارب إلى أن قال وضربت الطير ذهبت تبتغي الرزق، وعلى يديه أمسك وفي الأرض خرج تاجرًا أو غازيًا إلى أن قال والشيء بالشيء خلطه كضربه مع أن التضعيف يصح في المعاني المتقدمة عند قصد المبالغة والتكثير كما نبه عليه ابن هشام،

• ومن ذلك أنه يذكر الفعل مستقلاً بالمعنى من دون تعلقه بمعموله وبعبارة أخرى أنه إذا كان الفعل مشتركًا في عدة معان علقه بأحد هذه المعاني مستقلاً به عن غيره، وهو مناف لمعنى الاشتراك، كقوله في بكر ابتكر أدرك أول الخطبة وأكل باكورة الفاكهة والوجه عندي أن يقال ابتكر الخطبة أدرك أولها، والفاكهة أكل باكورتها كما تشير إليه عبارة المصباح، ونصها وابتكرت الشيء أخذت أوله وعليه قوله عليه الصلاة والسلام: "من بكر وابتكر" أي من أسرع قبل الأذان وسمع أول الخطبة، وابتكرت الفاكهة أكلت باكورتها، وكقوله في حطب واحتطب عليه في الأمر احتقب والمطر قلع أصول الشجر، والوجه عندي أن يقال احتطب المطر أصول الشجر قلعها وهو أمر دقيق ينبغي التنبه له، وسترى نظائره في الخاتمة،

• وكثيرًا ما يرتكب هذا الإبهام في المصادر أيضًا كقوله في قرر الاقترار استقرار ماء الفحل في رحم الناقة وهو فاسد؛ لأن اقتر بمعنى قر فلا يفيد هذا المعنى استقلالاً، فالوجه أن يقال اقتر ماء الفحل في رحم الناقة استقر كما هي عبارة الجوهري، وهذا النموذج كاف.

أما إبهامه في العطف فمبني على تحريه مخالفة المصنفين فإن عادتهم إذا أوردوا فعلاً أو اسمًا له معان متعددة أن يعيدوه دفعًا للإبهام وربما اتبعوه لفظة أيضًا وهو يورده ويعطف عليه ما لا يصح العطف به كقوله في زعب زعب الإناء كمنع ملأه وقطعه هو يوهم أن القطع يرجع إلى الإناء، فكان حقه أن يقول زعب الإناء ملأه والشيء قطعه وفي متح متح الماء نزعه وصرعه وقلعه وقطعه وضربه وحق التعبير أن يقال متح الماء نزعه بل الصواب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015