ذا فطنة فينظر في إبدالها أو مقلوبها وجاء أبت اليوم اشتد حره فقارب حمت ومقلوبه محت بمعناه والمصنف قلما ينتبه لذلك، كما سأبينه في موضعه المخصوص وهذا النموذج كاف.
(والمفرد والمعرب وغير ذلك)
من خلل القاموس أن مصنفه كثيرًا ما يستغني عن ذكر الفعل بذكر المصدر أو اسم الفاعل والمفعول أو اسم المكان، وكثيرًا ما يذكر المصدر ويعطف عليه أسماء جامدة فيعز على المطالع أن يميز بينها، فيظن أنه اسم والاسم لا يستلزم أن يكون له فعل بخلاف المصدر، فكان الأولى أن يعبر بالفعل؛ لأنه لا يلتبس بصيغة أخرى وهو الذي يعبر به أئمة اللغة غالبًا فخالفهم هو في ذلك كما خالفهم في تعريف الألفاظ والظاهر أنه قصر تحريه على ذكر الفعل من المهموز خاصة ماعدا بعض ألفاظ،
• منها قوله الجاجاء بالمد الهزيمة فهل يقال منه جأجأه أي هزمه والظاهر أنه يقال لأنه قال بعد ذلك وتجأجأ كف ونكص وانتهى، وهو يقرب معنى تزأزأ وتصعصع وعبارة اللسان جأجأ الإبل وجأجأ بها دعاها إلى الشرب وقال جئ جئ وتجأجات عنه أي هبته وارتدعت عنه،
• وقوله الذاذاء والذاذاءة بمدهما الزجر والاضطراب في المشي كالتذاذئ والذأذأة والظاهر أنه من اللف والنشر المشوش فإن الذأذأة مصدر ذأذأ أي زجر والتذأذؤ مصدر تذأذأ أي مشى مضطربًا كما تشير إليه عبارة اللسان،
• وقوله الرهيأة الضعف والتواني وأن تجعل أحد العدلين أثقل من الآخر وأن تغرورق العينان جهدًا، وأن يفسد رأيه فلا يحك العمل فيكون على هذا لازمًا ومتعديًا ويؤيده قول صاحب اللسان رهيأت في أمرك أي ضعفت وتوانيت ورهيأ أمره إذا اختلط فلم يلبث على رأي وليس في عبارة المصنف إشارة إلى ذلك وقال أيضًا عن الليث وعيناه ترهئان أي لا يقر طرفاهما،
• وقوله الطبأة الخليقة، قال المحشى صرح قوم من أئمة الصرف بأنه مجرد عن الهاء، وأنه لثغة لبعض العرب في الطبع أبدلوا العين همزة،
• وقوله الطنء بالكسر بقية الروح، والمنزل والبساط والريبة والهمة الخ،
• وقوله الظرء الماء المتجمد والتراب اليابس بالبرد، قال الشارح وقد ظرأ الماء والتراب، فما ضر المصنف لو عبر بالفعل،
• وقوله الفأفأ كفدفد وبلبال مردد الفاء ومكثره في كلامه وعبارة اللسان فأفأ فلان في كلامه فأفأة وهي غلبة الفاء في الكلام فاستفيد منه أنه يتعدى