الزاي ضرع فخوز غليط ضيق الأحاليل، وقال في الراء والفخور من الضروع الغليظ الضيق الأحاليل القليل اللبن، وعندي أن هذا هو الأصل والذي بالزاي تصحيف ويؤيده أن المصنف نفسه حكى في الزاي الفاخز التمر الذي لا نوى له أو هو بالراء وهو الصحيح اه، وعبارة الصحاح الأصمعي ناقة فخور وهي العظيمة الضرع الضيقة الأحاليل ومثله ما في المحكم واللسان،
• وقوله اجترع العود كسره وهو تصحيف اجتزع إذ ليس في مادة جرع ما يدل على الكسر ولم يحك هذا الحرف أحد غيره من أئمة اللغة،
• وأغرب ما وقفت عليه من تصحيف الراء والزاي قوله الإمام الصغاني في العباب في أجر قال الكسائي الإجارة في قول الخليل أن تكون إحدى القوافي طاء والأخرى دالاً أو جيمًا ودالاً وهو فعالة لا أفعال من أجور الكسر ثم قال في الزاي الإجازة أن تتم مصراع غيرك، قال الفراء الإجازة في قول الخليل أن تكون القافية طاء والأخرى دالاً وهو الإكفاء في قول أبى زيد اه، والجوهري اقتصر على ذكر الإجزاة بالزاي وعبارة المحكم في جور بعد أن ذكر اجتوروا وتجاوروا والإجارة في قول الخليل أن تكون القافية طاء والأخرى دالاً ونحو ذلك وغيره يسميه الأكفاء قال وفي المصنف (اسم كتاب) الإجازة بالزاي، ثم قال في جاز يجوز والإجازة في الشعر أن يكون الحرف الذي يلي حرف الروى مضمومًا ثم يكسر ويفتح ويكون حرف الورى مقيدًا والإجازة في قول الخليل أن تكون القافية طاء والأخرى دالاً ونحو ذلك، ورواه الفارسي الإجارة بالراء غير معجمة وليس فيه الإجارة من أجر،
• ومثله غرابة قول المصنف في الراء الشغبر كجعفر ابن آوى وبالزاي تصحيف، ثم قال في الزاي الشغبز الشغبر،
• أما قوله الأزح لغة في الأرخ وهو الذكر من البقر وقيده الجوهري ببقر الوحش فقد كنت أولاً جزمت بأنه تصحيف لكني رأيت تفصيله في المحكم، فإنه قال الأزخ الفتى من بقر الوحش كالأرخ رواهما أبو حنيفة جميعًا وأما غيره من أهل اللغة فإنما روايته الأرخ بالراء، فأضر المصنف لو قال مثل ذلك وهذا النموذج كاف،
• ولا بأس أن أختم هذا الفصل بمثال من المقلوب مما جاء مقتضبًا من دون مصدر ولا فعل وهو قولهم الودب محركة سوء الحال وهو مقلوب الوبد فإن الجوهري فسره بشدة العيش وسوء الحال، قال وهو مصدر يوصف به فيقال رجل وبد أي سيء الحال، يستوي فيه الواحد والجمع كقولك رجل عدل، ثم يجمع فيقال رجال أوباد، كما يقال عدول على توهم النعت الصحيح،
• وهنا عجائب وغرائب فإنه جاء وبد بمعنى غضب ومثله أبد وومد وأمد وعبد وعمد وحمد والكل من وزن فرح وجاء أبد بمعنى أقام ومثله وبت، وجاء من مادة حمد حمدة النار محركة، فسره المصنف بصوت التهابها وهو مقلوب الحدمة كما صرحت به عبارة الجوهري حيث قال حدمة النار بالتحريك صوت التهابها، فمن وجد حمدة النار في مادة الحمد زاغ فهمه عن مناسبة اشتقاقها ما لم يكن